لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٥١٣
معونة.
والأكرومة: المكرمة. والأكرومة من الكرم: كالأعجوبة من العجب.
وأكرم الرجل: أتى بأولاد كرام. واستكرم: استحدث علقا كريما. وفي المثل: استكرمت فاربط. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن الله يقول إذا أنا أخذت من عبدي كريمته وهو بها ضنين فصبر لي لم أرض له بها ثوابا دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا أخذت من عبدي كريمتيه، قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. وكل شئ يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك. قال شمر: وكل شئ يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك.
والكريمة: الرجل الحسيب، يقال: هو كريمة قومه، وأنشد:
وأرى كريمك لا كريمة دونه، وأرى بلادك منقع الأجواد (* قوله منقع الأجواد كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعا لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش).
أراد من يكرم عليك لا تدخر عنه شيئا يكرم عليك. وأما قوله، صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين، فقال قائل: هما الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أبوين مؤمنين كريمين، وقيل: بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن. والكريم: الذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كرم أبوه وكرم آباؤه. وفي حديث آخر: أنه أكرم جرير بن عبد الله لما ورد عليه فبسط له رداءه وعممه بيده، وقال: أتاكم كريمة قوم فأكرموه أي كريم قوم وشريفهم، والهاء للمبالغة، قال صخر:
أبى الفخر أني قد أصابوا كريمتي، وأن ليس إهداء الخنى من شماليا يعني بقوله كريمتي أخاه معاوية بن عمرو. وأرض مكرمة (* قوله وأرض مكرمة ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه: هي بالضم والفتح) وكرم: كريمة طيبة، وقيل: هي المعدونة المثارة، وأرضان كرم وأرضون كرم. والكرم: أرض مثارة منقاة من الحجارة، قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التربة العذاة المنبت هذه بقعة مكرمة. الجوهري: أرض مكرمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات. قال الكسائي: المكرم المكرمة، قال: ولم يجئ مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم ومعون. وقال الفراء: هو جمع مكرمة ومعونة، قال: وعنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام، ويقولون للرجل الكريم مكرمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.
وفي التنزيل العزيز: إني ألقي إلي كتاب كريم، قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين، وقيل: ألقي إلي كتاب كريم، عنت أنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كريم أي مختوم.
وقوله تعالى: لا بارد ولا كريم، قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعا لكل شئ نفت عنه فعلا تنوي به الذم. يقال: أسمين هذا؟ فيقال:
ما هو بسمين ولا كريم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون، أي قرآن يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»
الفهرست