لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٤٩٧
والقامة: جمع قائم، عن كراع. قال ابن بري رحمه الله: قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فيصير كاللغو، ومعنى القيام العزم كقول العماني الراجز للرشيد عندما هم بأن يعهد إلى ابنه قاسم: قل للإمام المقتدى بأمه:
ما قاسم دون مدى ابن أمه، فقد رضيناه فقم فسمه أي فاعزم ونص عليه، وكقول النابغة الذبياني:
نبئت حصنا وحيا من بني أسد قاموا فقالوا، حمانا غير مقروب أي عزموا فقالوا، وكقول حسان بن ثابت:
علاما قام يشتمني لئيم، كخنزير تمرغ في رماد (* قوله علاما ثبتت ألف ما في الاستفهام مجرورة بعلى في الأصل، وعليها فالجزء موفور وإن كان الأكثر حذفها حينئذ).
معناه علام يعزم على شتمي، وكقول الآخر:
لدى باب هند إذ تجرد قائما ومنه قوله تعالى: وإنه لما قام عبد الله يدعوه، أي لما عزم. وقوله تعالى: إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض، أي عزموا فقالوا، قال:
وقد يجئ القيام بمعنى المحافظة والإصلاح، ومنه قوله تعالى: الرجال قوامون على النساء، وقوله تعالى: إلا ما دمت عليه قائما، أي ملازما محافظا. ويجئ القيام بمعنى الوقوف والثبات. يقال للماشي: قف لي أي تحبس مكانك حتى آتيك، وكذلك قم لي بمعنى قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه: وإذا أظلم عليهم قاموا، قال أهل اللغة والتفسير: قاموا هنا بمعنى وقفوا وثبتوا في مكانهم غير متقدمين ولا متأخرين، ومنه التوقف في الأمر وهو الوقوف عنده من غير مجاوزة له، ومنه الحديث: المؤمن وقاف متأن، وعلى ذلك قول الأعشى:
كانت وصاة وحاجات لها كفف، لو أن صحبك، إذ ناديتهم، وقفوا أي ثبتوا ولم يتقدموا، ومنه قول هدبة يصف فلاة لا يهتدى فيها:
يظل بها الهادي يقلب طرفه، يعض على إبهامه، وهو واقف أي ثابت بمكانه لا يتقدم ولا يتأخر، قال: ومنه قول مزاحم:
أتعرف بالغرين دارا تأبدت، من الحي، واستنت عليها العواصف وقفت بها لا قاضيا لي لبانة، ولا أنا عنها مستمر فصارف قال: فثبت بهذا ما تقدم في تفسير الآية. قال: ومنه قامت الدابة إذا وقفت عن السير. وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح، ومنه قولهم: أقام بالمكان هو بمعنى الثبات. ويقال: قام الماء إذا ثبت متحيرا لا يجد منفذا، وإذا جمد أيضا، قال: وعليه فسر بيت أبي الطيب:
وكذا الكريم إذا أقام ببلدة، سال النضار بها وقام الماء أي ثبت متحيرا جامدا. وقامت السوق إذا نفقت، ونامت إذا كسدت.
وسوق قائمة: نافقة. وسوق نائمة: كاسدة. وقاومته قواما: قمت معه، صحت الواو في قوام لصحتها في قاوم. والقومة: ما بين الركعتين من القيام. قال أبو الدقيش: أصلي الغداة قومتين، والمغرب ثلاث قومات، وكذلك قال في الصلاة.
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»
الفهرست