لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٣١١
عليه وسلم، نهى عن السوم قبل طلوع الشمس، قال أبو إسحق: السوم أن يساوم بسلعته، ونهى عن ذلك في ذلك الوقت لأنه وقت يذكر الله فيه فلا يشتغل بغيره، قال: ويجوز أن يكون السوم من رعي الإبل، لأنها إذا رعت الرعي قبل شروق الشمس عليه وهو ند أصابها منه داء قتلها، وذلك معروف عند أهل المال من العرب.
وسمتك بعيرك سيمة حسنة، وإنه لغالي السيمة. وسام أي مر، وقال صخر الهذلي:
أتيح لها أقيدر ذو حشيف، إذا سامت على الملقات ساما وسوم الرياح: مرها، وسامت الإبل والريح سوما: استمرت، وقول ذي الرمة:
ومستامة تستام، وهي رخيصة، تباع بصاحات الأيادي وتمسح يعني أرضا تسوم فيها الإبل، من السوم الذي هو الرعي لا من السوم الذي هو البيع، وتباع: تمد فيها الإبل باعها، وتمسح:
من المسح الذي هو القطع، من قول الله عز وجل: فطفق مسحا بالسوق والأعناق. الأصمعي: السوم سرعة المر، يقال: سامت الناقة تسوم سوما، وأنشد بيت الراعي:
مقاء منفتق الإبطين ماهرة بالسوم، ناط يديها حارك سند ومنه قول عبد الله ذي النجادين يخاطب ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
تعرضي مدارجا وسومي، تعرض الجوزاء للنجوم وقال غيره: السوم سرعة المر مع قصد الصوب في السير.
والسوام والسائمة بمعنى: وهو المال الراعي. وسامت الراعية والماشية والغنم تسوم سوما: رعت حيث شاءت، فهي سائمة، وقوله أنشده ثعلب:
ذاك أم حقباء بيدانة غربة العين، جهاد المسام (* قوله جهاد المسام البيت للطرماح كما نسبه إليه في مادة جهد، لكنه أبدل هناك المسام بالسنام وهو كذلك في نسخة من المحكم) وفسره فقال: المسام الذي تسومه أي تلزمه ولا تبرح منه.
والسوام والسائمة: الإبل الراعية. وأسامها هو: أرعاها، وسومها، أسمتها أنا: أخرجتها إلى الرعي، قال الله تعالى: فيه تسيمون.
والسوام: كل ما رعى من المال في الفلوات إذا خلي وسومه يرعى حيث شاء. والسائم: الذاهب على وجهه حيث شاء. يقال: سامت السائمة وأنا أسمتها أسيمها إذا رعيتها. ثعلب: أسمت الإبل إذا خليتها ترعى. وقال الأصمعي: السوام والسائمة كل إبل ترسل ترعى ولا تعلف في الأصل، وجمع السائم والسائمة سوائم.
وفي الحديث: في سائمة الغنم زكاة. وفي الحديث أيضا: السائمة جبار، يعني أن الدابة المرسلة في مرعاها إذا أصابت إنسانا كانت جنايتها هدرا.
وسامه الأمر سوما: كلفه إياه، وقال الزجاج: أولاه إياه، وأكثر ما يستعمل في العذاب والشر والظلم. وفي التنزيل: يسومونكم سوء العذاب، وقال أبو إسحق: يسومونكم يولونكم، التهذيب: والسوم من قوله تعالى يسومونكم سوء
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست