لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٧
بالحجارة حتى يقتلوه، ثم قيل لكل قتل رجم، ومنه رجم الثيبين إذا زنيا، وأصله الرمي بالحجارة. ابن سيده: الرجم الرمي بالحجارة. رجمه يرجمه رجما، فهو مرجوم ورجيم.
والرجم: اللعن، ومنه الشيطان الرجيم أي المرجوم بالكواكب، صرف إلى فعيل من مفعول، وقيل:
رجيم ملعون مرجوم باللعنة مبعد مطرود، وهو قول أهل التفسير، قال:
ويكون الرجيم بمعنى المشتوم المنسوب من قوله تعالى: لئن لم تنته لأرجمنك، أي لأسبنك. والرجم: الهجران، والرجم الطرد، والرجم الظن، والرجم السب والشتم. وقوله تعالى، حكاية عن قوم نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: لتكونن من المرجومين، قيل: المعنى من المرجومين بالحجارة، وقد تراجموا وارتجموا، عن ابن الأعرابي وأنشد:
فهي ترامى بالحصى ارتجامها والرجم: ما رجم به، والجمع رجوم. والرجم والرجوم:
النجوم التي يرمى بها. التهذيب: والرجم اسم لما يرجم به الشئ المرجوم، وجمعه رجوم. قال الله تعالى في الشهب: وجعلناها رجوما للشياطين، أي جعلناها مرامي لهم.
وتراجموا بالحجارة أي تراموا بها. وفي حديث قتادة: خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، قال ابن الأثير: الرجوم جمع رجم، وهو مصدر سمي به، ويجوز أن يكون مصدرا لا جمعا، ومعنى كونها رجوما للشياطين أن الشهب التي تنقض في الليل منفصلة من نار الكواكب ونورها، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها، لأنها ثابتة لا تزول، وما ذاك إلا كقبس يؤخذ من نار والنار ثابتة في مكانها، وقيل: أراد بالرجوم الظنون التي تحزر وتظن، ومنه قوله تعالى: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب، وما يعانيه المنجمون من الحدس والظن والحكم على اتصال النجوم وانفصالها، وإياهم عنى بالشياطين لأنهم شياطين الإنس، قال: وقد جاء في بعد الأحاديث: من اقتبس بابا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن والكاهن ساحر والساحر كافر، فجعل المنجم الذي يتعلم النجوم للحكم بها وعليها وينسب التأثيرات من الخير والشر إليها كافرا، نعوذ بالله من ذلك. والرجم: القول بالظن والحدس، وفي الصحاح: أن يتكلم الرجل بالظن، ومنه قوله: رجما بالغيب. وفرس مرجم: يرجم الأرض بحوافره، وكذلك البعير، وهو مدح، وقيل: هو الثقيل من غير بطء، وقد ارتجمت الإبل وتراجمت. وجاء يرجم إذا مر يضطرم عدوه، هذه عن اللحياني. وراجم عن قومه:
ناضل عنهم. والرجام: الحجارة، وقيل: هي الحجارة المجتمعة، وقيل: هي كالرضام وهي صخور عظام أمثال الجزر، وقيل: هي كالقبور العادية، واحدتها رجمة، والرجمة حجارة مرتفعة كانوا يطوفون حولها، وقيل:
الرجم، بضم الجيم، والرجمة، بسكون الجيم جميعا، الحجارة التي تنصب على القبر، وقيل: هما العلامة. والرجمة والرجمة: القبر، والجمع رجام، وهو الرجم، بالتحريك، والجمع أرجام، سمي رجما لما يجمع عليه من الأحجار، ومنه قول كعب
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست