لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٦٣
ليس الخريف في الأصل باسم الفصل، وإنما هو اسم مطر القيظ، ثم سمي الزمن به، والنسب إليه خرفي وخرفي، بالتحريك، كلاهما على غير قياس.
وأخرف القوم: دخلوا في الخريف، وإذا مطر القوم في الخريف قيل:
قد خرفوا، ومطر الخريف خرفي. وخرفت الأرض خرفا:
أصابها مطر الخريف، فهي مخروفة، وكذلك خرف الناس. الأصمعي: أرض مخروفة أصابها خريف المطر، ومربوعة أصابها الربيع وهو المطر، ومصيفة أصابها الصيف. والخريف: المطر في الخريف، وخرفت البهائم:
أصابها الخريف أو أنبت لها ما ترعاه، قال الطرماح:
مثل ما كافحت مخروفة نصها ذاعر روع مؤام يعني الظبية التي أصابها الخريف. الأصمعي: أول ماء المطر في إقبال الشتاء اسمه الخريف، وهو الذي يأتي عند صرام النخل، ثم الذي يليه الوسمي وهو أول الربيع، وهذا عند دخول الشتاء، ثم يليه الربيع ثم الصيف ثم الحميم، لأن العرب تجعل السنة ستة أزمنة.
أبو زيد الغنوي: الخريف ما بين طلوع الشعرى إلى غروب العرقوتين، والغور وركبة والحجاز، كله يمطر بالخريف، ونجد لا تمطر في الخريف، أبو زيد: أول المطر الوسمي ثم الشتوي ثم الدفئي ثم الصيف ثم الحميم ثم الخريف، ولذلك جعلت السنة ستة أزمنة. وأخرفوا: أقاموا بالمكان خريفهم.
والمخرف: موضع إقامتهم ذلك الزمن كأنه على طرح الزائد، قال قيس بن ذريح:
فغيقة فالأخياف، أخياف ظبية، بها من لبينى مخرف ومرابع وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إذا رأيت قوما خرفوا في حائطهم أي أقاموا فيه وقت اختراف الثمار، وهو الخريف، كقولك صافوا وشتوا إذا أقاموا في الصيف والشتاء، وأما أخرف وأصاف وأشتى فمعناه أنه دخل في هذه الأوقات. وفي حديث الجارود: قلت يا رسول الله ذود نأتي عليهن في خرف فنستمتع من ظهورهن وقد علمت ما يكفينا من الظهر، قال: ضالة المؤمن حرق النار، قيل: معنى قوله في خرف أي في وقت خروجهن إلى الخريف.
وعامله مخارفة وخرافا من الخريف، الأخيرة عن اللحياني، كالمشاهرة من الشهر. واستأجره مخارفة وخرافا، عنه أيضا. وفي الحديث: فقراء أمتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، قال ابن الأثير: وهو الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتار، ويريد به أربعين سنة لأن الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة، ومنه الحديث: إن أهل النار يدعون مالكا أربعين خريفا، وفي حديث سلمة بن الأكوع ورجزه:
لم يغذها مد ولا نصيف، ولا تميرات ولا رغيف، لكن غذاها لبن الخريف (* في هذا الشطر إقواء.) قال الأزهري: اللبن يكون في الخريف أدسم. وقال الهروي: الرواية اللبن الخريف، قال: فيشبه أنه أجرى اللبن مجرى الثمار التي تخترف على
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست