لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٣١٥
وفي حديث ابن عمر: كان يلحف شاربه أي يبالغ في قصه. التهذيب عن الزجاج: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف، وفي رواية: فقد سأل الناس إلحافا، قال: ومعنى ألحف أي شمل بالمسألة وهو مستغن عنها. قال: واللحاف من هذا اشتقاقه لأنه يشمل الإنسان في التغطية، قال: والمعنى في قوله لا يسألون الناس إلحافا أي ليس منهم سؤال فيكون إلحاف كما قال امرؤ القيس:
على لاحب لا يهتدى بمناره المعنى ليس به منار فيهتدى به.
ولحف في ماله لحفة (* قوله لحفة كذا ضبطت اللام في الأصل بالفتح وفي القاموس بالضم.) إذا ذهب منه شئ، عن اللحياني. قال ابن الفرج: سمعت الخصيبي يقول: هو أفلس من ضارب قحف استه ومن ضارب لحف استه، قال: وهو شق الاست، وإنما قيل ذلك لأنه لا يجد شيئا يلبسه فتقع يده على شعب استه. ولحف القمر إذا جاوز النصف فنقص ضوءه عما كان عليه.
ولحاف واللحيف: فرسان لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث: كان اسم فرسه، صلى الله عليه وسلم، اللحيف لطول ذنبه، فعيل بمعنى فاعل، كأنه يلحف الأرض بذنبه أي يغطيها به.
* لخف: اللخف: الضرب الشديد. لخفه بالعصا لخفا: ضربه، قال العجاج:
وفي الحراكيل نحور جزل، لخف كأشداق القلاص الهزل ولخف عينه: لطمها، عن ابن الأعرابي. واللخاف: حجارة بيض عريضة رقاق، واحدتها لخفة. وفي حديث زيد بن ثابت حين أمره أبو بكر الصديق، رضي الله عنهما، أن يجمع القرآن قال: فجعلت أتتبعه من الرقاع واللخاف والعسب. وفي حديث جارية كعب ابن مالك، رضي الله عنه: فأخذت لخافة من حجر فذبحتها بها. وفي الحديث: كان اسم فرسه، صلى الله عليه وسلم، اللخيف، قال ابن الأثير: كذا رواه البخاري ولم يتحققه، قال: والمعروف بالحاء المهملة، وروي بالجيم.
واللخف مثل الرخف: وهو الزبد الرقيق. السلمي:
الوخيفة واللخيفة والخزيرة واحد.
* لصف: لصف لونه يلصف لصفا ولصوفا ولصيفا برق وتلألأ، وأنشد لابن الرقاع:
مجلحة من بنات النعا م، بيضاء واضحة تلصف وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لما وفد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذي يزن فأذن لهم فإذا هو متضمخ بالعبير يلصف وبيص المسك من مفرقه أي يبرق ويتلألأ. واللاصف: الإثمد المكتحل به، قال ابن سيده: أراه سمي به من حيث وصف بالتألل وهو البريق.
واللصف واللصف: شئ ينبت في أصل الكبر رطب كأنه خيار، قال الأزهري: هذا هو الصحيح، وأما ثمر الكبر فإن العرب تسميه الشفلح إذا انشق وتفتح كالبرعومة، وقيل: اللصف الكبر نفسه، وقيل: هو ثمرة حشيشة تطبخ وتوضع في المرقة فتمرئها ويصطبغ بعصارتها، واحدتها لصفة ولصفة، قال: والأعرف في جميع ذلك فتح الصاد، وإنما
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست