لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٣٠٢
وقال ذو الإصبع:
زمان به لله كف كريمة علينا، ونعماه بهن تسير وقالت الخنساء:
فما بلغت كف امرئ متناول بها المجد، إلا حيث ما نلت أطول وما بلغ المهدون نحوك مدحة، وإن أطنبوا، إلا وما فيك أفضل ويروى:
وما بلغ المهدون في القول مدحة فأما قول الأعشى:
أرى رجلا منهم أسيفا، كأنما يضم إلى كشحيه كفا مخضبا فإنه أراد الساعد فذكر، وقيل: إنما أراد العضو، وقيل: هو حال من ضمير يضم أو من هاء كشحيه، والجمع أكف. قال سيبويه: لم يجاوزوا هذا المثال، وحكى غيره كفوف، قال أبو عمارة بن أبي طرفة الهذلي يدعو الله عز وجل:
فصل جناحي بأبي لطيف، حتى يكف الزحف بالزحوف بكل لين صارم رهيف، وذابل يلذ بالكفوف أبو لطيف يعني أخا له أصغر منه، وأنشد ابن بري لابن أحمر:
يدا ما قد يديت على سكين وعبد الله، إذ نهش الكفوف وأنشد لليلى الأخيلية:
بقول كتحبير اليماني ونائل، إذا قلبت دون العطاء كفوف قال ابن بري: وقد جاء في جمع كف أكفاف، وأنشد علي بن حمزة:
يمسون مما أضمروا في بطونهم مقطعة أكفاف أيديهم اليمن وفي حديث الصدقة: كأنما يضعها في كف الرحمن، قال ابن الأثير: هو كناية عن محل القبول والإثابة وإلا فلا كف للرحمن ولا جارحة، تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحدة، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. وقد تكرر ذكر الكف والحفنة واليد في الحديث وكلها تمثيل من غير تشبيه، وللصقر وغيره من جوارح الطير كفان في رجليه، وللسبع كفان في يديه لأنه يكف بهما على ما أخذ. والكف الخضيب:
نجم. وكف الكلب: عشبة من الأحرار، وسيأتي ذكرها.
واستكف عينه: وضع كفه عليها في الشمس ينظر هل يرى شيئا، قال ابن مقبل يصف قدحا له:
خروج من الغمى، إذا صك صكة بدا، والعيون المستكفة تلمح الكسائي: استكففت الشئ واستشرفته، كلاهما: أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشئ. يقال: استكفت عينه إذا نظرت تحت الكف. الجوهري: استكففت الشئ
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست