لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٦٢
قال لبيد يصف لبدا وهو السابع من نسور لقمان ابن عاد:
لما رأى لبد النسور تطايرت، رفع القوادم كالفقير الأعزل والأعزل من الخيل: المائل الذنب. وقال: الفقير المكسور الفقار، يضرب مثلا لكل ضعيف لا ينفذ في الأمور. التهذيب: الفقير معناه المفقور الذي نزعت فقره من ظهره فانقطع صلبه من شدة الفقر، فلا حال هي أوكد من هذه. أبو الهيثم: للإنسان أربع وعشرون فقارة وأربع وعشرون ضلعا، ست فقارات في العنق وست فقارات في الكاهل، والكاهل بين الكتفين، بين كل ضلعين من أضلاع الصدر فقارة من فقارات الكاهل الست ثم ست فقارات أسفل من فقارات الكاهل، وهي فقارات الظهر التي بحذاء البطن، بين كل ضلعين من أضلاع الجنبين فقارة منها، ثم يقال لفقارة واحدة تفرق بين فقار الظهر والعجز:
القطاة، ويلي القطاة رأسا الوركين، ويقال لهما: الغرابان أبعدها تمام فقار العجز، وهي ست فقارات آخرها القحقح والذنب متصل بها، وعن يمينها ويسارها الجاعرتان، وهما رأسا الوركين اللذان يليان آخر فقارة من فقارات العجز، قال: والفهقة فقارة في أصل العنق داخلة في كوة الدماغ التي إذا فصلت أدخل الرجل يده في مغرزها فيخرج الدماغ. وفي حديث زيد بن ثابت: ما بين عجب الذنب إلى فقرة القفا ثنتان وثلاثون فقرة في كل فقرة أحد وثلاثون دينارا، يعني خرز الظهر. ورجل فقر: يشتكي فقاره، قال طرفة: وإذا تلسنني ألسنها، إنني لست بموهون فقر وأجود ببيت في القصيدة يسمى فقرة، تشبيها بفقرة الظهر.
والفاقرة: الداهية الكاسرة للفقار. يقال: عمل به الفاقرة أي الداهية. قال أبو إسحق في قوله تعالى: تظن أن يفعل بها فاقرة، المعنى توقن أن يفعل بها داهية من العذاب، ونحو ذلك، قال الفراء:
قال وقد جاءت أسماء القيامة والعذاب بمعنى الدواهي وأسمائها، وقال الليث:
الفاقرة داهية تكسر الظهر.
والفاقرة: الداهية وهو الوسم (* قوله وهو الوسم ظاهره أن الفاقرة تطلق على الوسم، ولم نجد ما يؤيده في الكتب التي بأيدينا، فان لم يكن صحيحا فلعل في العبارة سقطا، والأصل والفاقرة الداهية من الفقر وهو الوسم إلخ) الذي يفقر الأنف. ويقال: فقرته الفاقرة أي كسرت فقار ظهره. ويقال أصابته فاقرة وهي التي فقرت فقاره أي خرز ظهره.
وأفقرك الصيد: أمكنك من فقاره أي فارمه، وقيل: معناه قد قرب منك. وفي حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك: أفقر بعد مسلمة الصيد لمن رمى أي أمكن الصيد من فقاره لراميه، أراد أن عمه مسلمة كان كثير الغزو يحمي بيضة الإسلام ويتولى سداد الثغور، فلما مات اختل ذلك وأمكن الإسلام لمن يتعرض إليه. يقال: أفقرك الصيد فارمه أي أمكنك من نفسه.
وذكر أبو عبيدة وجوه العواري وقال: أما الإفقار فأن يعطي الرجل الرجل دابته فيركبها ما أحب في سفر ثم يردها عليه. ابن السكيت:
أفقرت فلانا بعيرا إذا أعرته بعيرا يركب ظهره في سفر ثم يرده.
وأفقرني ناقته أو بعيره: أعارني ظهره للحمل أو للركوب، وهي الفقرى على مثال العمرى، قال الشاعر:
له ربة قد أحرمت حل ظهره، فما فيه للفقرى ولا الحج مزعم
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست