لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٦
النافية، ومثله قوله سبحانه وتعالى: ما أشركنا ولا آباؤنا. والطراف: خباء من أدم تتخذه الأغنياء، يقول: إن الفقراء يعرفونني بإعطائي وبري والأغنياء يعرفونني بفضلي وجلالة قدري. وفي حديث أويس: أكون في غبر الناس أحب إلي، وفي رواية: في غبراء الناس، بالمد، فالأول في غبر الناس أي أكون مع المتأخرين لا المتقدمين المشهورين، وهو من الغابر الباقي، والثاني في غبراء الناس بالمد أي في فقرائهم، ومنه قيل للمحاويج بنو غبراء كأنهم نسبوا إلى الأرض والتراب، وقال الشاعر: وبنو غبراء فيها يتعاطون الصحافا يعني الشرب. والغبراء: اسم فرس قيس بن زهير العبسي. والغبراء:
أنثى الحجل.
والغبراء والغبيراء: نبات سهلي، وقيل: الغبراء شجرته والغبيراء ثمرته، وهي فاكهة، وقيل: الغبيراء شجرته والغبراء ثمرته بقلب ذلك، الواحد والجمع فيه سواء، وأما هذا الثمر الذي يقال له الغبيراء فدخيل في كلام العرب، قال أبو حنيفة: الغبيراء شجرة معروفة، سميت غبيراء للون ورقها وثمرتها إذا بدت ثم تحمر حمرة شديدة، قال:
وليس هذا الاشتقاق بمعروف، قال: ويقال لثمرتها الغبيراء، قال: ولا تذكر إلا مصغرة. والغبيراء: السكركة، وهو شراب يعمل من الذرة يتخذه الحبش وهو يسكر. وفي الحديث: إياكم والغبيراء فإنها خمر العالم. وقال ثعلب: هي خمر تعمل من الغبيراء، هذا الثمر المعروف، أي هي مثل الخمر التي يتعارفها جميع الناس لا فضل بينهما في التحريم.
والغبراء من الأرض: الخمر. والغبراء والغبرة: أرض كثيرة الشجر. والغبر: الحقد كالغمر. وغبر العرق غبرا، فهو غبر:
انتقض. ويقال: أصابه غبر في عرقه أي لا يكاد يبرأ، قال الشاعر:
فهو لا يبرأ ما في صدره، مثل ما لا يبرأ العرق الغبر بكسر الباء. وغبر الجرح، بالكسر، يغبر غبرا إذا اندمل على فساد ثم انتقض بعد البرء، ومنه سمي العرق الغبر لأنه لا يزال ينتقض، والناسور بالعربية هو العرق الغبر. قال: والغبر أن يبرأ ظاهر الجرح وباطنه دو، وقال الأصمعي في قوله:
وقلبي منسمك المغبرا قال: الغبر داء في باطن خف البعير. وقال المفضل: هو من الغبرة، وقيل: الغبر فساد الجرح أنى كان، أنشد ثعلب:
أعيا على الآسي بعيدا غبره قال: معناه بعيدا فساده يعني أن فساده إنما هو في قعره وما غمض من جوانبه فهو لذلك بعيد لا قريب. وأغبر في طلب الشئ: انكمش وجد في طلبه. وأغبر الرجل في طلب الحاجة إذا جد في طلبها، عن ابن السكيت.
وفي حديث مجاشع: فخرجوا مغبرين هم ودوابهم، المغبر: الطالب للشئ المنكمش فيه كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار، ومنه حديث الحرث بن أبي مصعب: قدم رجل من أهل المدينة فرأيته مغبرا في جهازه.
وأغبرت علينا السماء: جد وقع مطرها واشتد.
والغبران: بسرتان أو ثلاث في قمع واحد، ولا جمع للغبران من لفظه. أبو عبيد: الغبران رطبتان في قمع واحد مثل الصنوان نخلتان في أصل واحد، قال: والجمع غبارين. وقال أبو حنيفة: الغبرانة،
(٦)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست