لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ١٧
شهر أي مثال شهر أي طول شهر، والغرار: النوم القليل، وقيل: هو القليل من النوم وغيره. وروى الأوزاعي عن الزهري أنه قال: كانوا لا يرون بغرار النوم بأسا حتى لا ينقض الوضوء أي لا ينقض قليل النوم الوضوء.
قال الأصمعي: غرار النوم قلته، قال الفرزدق في مرثية الحجاج:
إن الرزية من ثقيف هالك ترك العيون، فنومهن غرار أي قليل. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غرار في صلاة ولا تسليم، أي لا نقصان. قال أبو عبيد: الغرار في الصلاة النقصان في ركوعها وسجودها وطهورها وهو أن لا يتم ركوعها وسجودها. قال أبو عبيد:
فمعنى الحديث لا غرار في صلاة أي لا ينقص من ركوعها ولا من سجودها ولا أركانها، كقول سلمان: الصلاة مكيال فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين، قال: وأما الغرار في التسليم فنراه أن يقول له: السلام عليكم، فيرد عليه الآخر: وعليكم، ولا يقول وعليكم السلام، هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأما الغرار في التسليم فنراه أن يقول سلام عليك أو يرد فيقول وعليك ولا يقول وعليكم، وقيل: لا غرار في الصلاة ولا تسليم فيها أي لا قليل من النوم في الصلاة ولا تسليم أي لا يسلم المصلي ولا يسلم عليه، قال ابن الأثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جره كان معطوفا على الصلاة، ومن نصبه كان معطوفا على الغرار، ويكون المعنى: لا نقص ولا تسليم في صلاة لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز، وفي حديث آخر: تغار التحية أي ينقص السلام. وأتانا على غرار أي على عجلة. ولقيته غرارا أي على عجلة، وأصله القلة في الروية للعجلة. وما أقمت عنده إلا غرارا أي قليلا. التهذيب: ويقال اغتررته واستغررته أي أتيته على غرة أي على غفلة، والغرار: نقصان لبن الناقة، وفي لبنها غرار، ومنه غرار النوم: قلته. قال أبو بكر في قولهم: غر فلان فلانا: قال بعضهم عرضه للهلكة والبوار، من قولهم: ناقة مغار إذا ذهب لبنها لحدث أو لعلة. ويقال: غر فلان فلانا معناه نقصه، من الغرار وهو النقصان. ويقال:: معنى قولهم غر فلان فلانا فعل به ما يشبه القتل والذبح بغرار الشفرة، وغارت الناقة بلبنها تغار غرارا، وهي مغار: قل لبنها، ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالب. الأزهري: غرار الناقة أن تمري فتدر فإن لم يبادر درها رفعت درها ثم لم تدر حتى تفيق.
الأصمعي: من أمثالهم في تعجل الشئ قبل أوانه قولهم: سبق درته غراره، ومثله سبق سيله مطره. ابن السكيت: غارت الناقة غرارا إذا درت، ثم نفرت فرجعت الدرة، يقال: ناقة مغار، بالضم، ونوق مغار يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف. ويقال في التحية: لا تغار أي لا تنقص، ولكن قل كما يقال لك أو رد، وهو أن تمر بجماعة فتخص واحدا. ولسوقنا غرار إذا لم يكن لمتاعها نفاق، كله على المثل. وغارت السوق تغار غرارا: كسدت، ودرت درة: نفقت، وقول أبي خراش (*: قوله وقول أبي خراش إلخ في شرح القاموس ما نصه: هكذا ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة):
فغاررت شيئا والدريس، كأنما يزعزعه وعك من الموم مردم قيل: معنى غاررت تلبثت، وقيل: تنبهت
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست