لسان العرب - ابن منظور - ج ٥ - الصفحة ٢٥٢
المهاجر، بفتح الجيم: موضع المهاجرة، ويريد به الشام لأن إبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لما خرج من أرض العراق مضى إلى الشام وأقام به. وفي الحديث: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. قال ابن الأثير: الهجرة في الأصل الاسم من الهجر ضد الوصل، وقد هاجر مهاجرة، والتهاجر التقاطع، والهجر المهاجرة إلى القرى، عن ثعلب، وأنشد:
شمطاء جاءت من بلاد الحر، قد تركت حيه وقالت: حر ثم أمالت جانب الخمر، عمدا على جانبها الأيسر، تحسب أنا قرب الهجر وهجر الشئ وأهجره. تركه، الأخيرة هذلية، قال أسامة:
كأني أصاديها على غبر مانع مقلصة، قد أهجرتها فحولها وهجر الرجل هجرا إذا تباعد ونأى. الليث: الهجر من الهجران، وهو ترك ما يلزمك تعاهده. وهجر في الصوم يهجر هجرانا: اعتزل فيه النكاح. ولقيته عن هجر أي بعد الحول ونحوه، وقيل: الهجر السنة فصاعدا، وقيل: بعد ستة أيام فصاعدا، وقيل: الهجر المغيب أيا كان، أنشد ابن الأعرابي:
لما أتاهم، بعد طول هجره، يسعى غلام أهله ببشره يبشره أي يبشرهم به. أبو زيد: لقيت فلانا عن عفر: بعد شهر ونحوه، وعن هجر: بعد الحول ونحوه. ويقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هجرا أي طولا وعظما. وهذا أهجر من هذا أي أطول منه وأعظم. ونخلة مهجر ومهجرة: طويلة عظيمة، وقال أبو حنيفة: هي المفرطة الطول والعظم. وناقة مهجرة: فائقة في الشحم والسير، وفي التهذيب:
فائقة في الشحم والسمن. وبعير مهجر: وهو الذي يتناعته الناس ويهجرون بذكره أي ينتعتونه، قال الشاعر:
عركرك مهجر الضوبان أومه روض القذاف ربيعا أي تأويم قال أبو زيد: يقال لكل شئ أفرط في طول أو تمام وحسن: إنه لمهجر. ونخلة مهجرة إذا أفرطت في الطول، وأنشد:
يعلى بأعلى السحق منها غشاش الهدهد القراقر * قوله يعلى إلخ هكذا بالأصل.
قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شئ جاوز حده في التمام: مهجر.
وناقة مهجرة إذا وصفت بنجابة أو حسن. الأزهري: وناقة هاجرة فائقة، قال أبو وجزة:
تباري بأجياد العقيق، غدية، على هاجرات حان منها نزولها والمهجر: النجيب الحسن الجميل يتناعته الناس ويهجرون بكره أي يتناعتونه. وجارية مهجرة إذا وصفت بالفراهة والحسن، وإنما قيل ذلك لأن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إلى صفة كأنه يهجر فيها أي يهذي. الأزهري: والهجيرة تصغير الهجرة، وهي السمينة التامة.
وأهجرت الجارية: شبت شبابا حسنا. والمهجر: الجيد الجميل من كل شئ، وقيل: الفائق الفاضل
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست