مصفحا بالياء، والبئر هي التي يحفرها الرجل في ملكه أو في موات فيقع فيها إنسان فيهلك فهو هدر، قال الخطابي: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لأبي داود من طريق أخرى. وفي الحديث: فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا، قال ابن الأثير: هذا تفخيم لأمر البحر وتعظيم لشأنه وإن الآفة تسرع إلى راكبه في غالب الأمر كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها. والنار:
السمة، والجمع كالجمع، وهي النورة. ونرت البعير: جعلت عليه نارا. وما به نورة أي وسم. الأصمعي: وكل وسم بمكوى، فهو نار، وما كان بغير مكوى، فهو حرق وقرع وقرم وحز وزنم. قال أبو منصور: والعرب تقول: ما نار هذه الناقة أي ما سمتها، سميت نارا لأنها بالنار توسم، وقال الراجز:
حتى سقوا آبالهم بالنار، والنار قد تشفي من الأوار أي سقوا إبلهم بالسمة، أي إذا نظروا في سمة صاحبه عرف صاحبه فسقي وقدم على غيره لشرف أرباب تلك السمة وخلوا لها الماء. ومن أمثالهم: نجارها نارها أي سمتها تدل على نجارها يعني الإبل، قال الراجز يصف إبلا سمتها مختلفة:
نجار كل إبل نجارها، ونار إبل العالمين نارها يقول: اختلفت سماتها لأن أربابها من قبائل شتى فأغير على سرح كل قبيلة واجتمعت عند من أغار عليها سمات تلك القبائل كلها. وفي حديث صعصة ابن ناجية جد الفرزدق: وما ناراهما أي ما سمتهما التي وسمتا بها يعني ناقتيه الضالتين، والسمة: العلامة. ونار المهول:
نار كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف ويطرحون فيها ملحا يفقع، يهولون بذلك تأكيدا للحلف. والعرب تدعو على العدو فتقول:
أبعد الله داره وأوقد نارا إثره قال ابن الأعرابي: قالت العقيلية:
كان الرجل إذا خفنا شره فتحول عنا أوقدنا خلفه نارا، قال فقلت لها:
ولم ذلك؟ قالت: ليتحول ضبعهم معهم أي شرهم، قال الشاعر:
وجمة أقوام حملت، ولم أكن كموقد نار إثرهم للتندم الجمة: قوم تحملوا حمالة فطافوا بالقبائل يسألون فيها، فأخبر أنه حمل من الجمة ما تحملوا من الديات، قال: ولم أندم حين ارتحلوا عني فأوقد على أثرهم. ونار الحباحب: قد مر تفسيرها في موضعه.
والنور والنورة، جميعا: الزهر، وقيل: النور الأبيض والزهر الأصفر وذلك أنه يبيض ثم يصفر، وجمع النور أنوار.
والنوار، بالضم والتشديد: كالنور، واحدته نوارة، وقد نور الشجر والنبات. الليث: النور نور الشجر، والفعل التنوير، وتنوير الشجرة إزهارها. وفي حديث خزيمة: لما نزل تحت الشجرة أنورت أي حسنت خضرتها، من الإنارة، وقيل: إنها أطلعت نورها، وهو زهرها.
يقال: نورت الشجرة وأنارت، فأما أنورت فعلى الأصل، وقد سمى خندف بن زياد الزبيري إدراك الزرع تنويرا فقال:
سامى طعام الحي حتى نورا وجمعه عدي بن زيد فقال:
وذي تناوير ممعون، له صبح يغذو أوابد قد أفلين أمهارا