لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٦٣
أوقرته. وعزير: اسم نبي. وعزير: اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا مثل نوح ولوط لأنه تصغير عزر. ابن الأعرابي: هي العزورة والحزورة والسروعة والقائدة: للأكمة. وفي الحديث ذكر عزور، بفتح العين وسكون الزاي وفتح الواو، ثنية الجحفة وعليها الطريق من المدينة إلى مكة، ويقال فيه عزورا.
* عسر: العسر والعسر: ضد اليسر، وهو الضيق والشدة والصعوبة. قال الله تعالى: سيجعل الله بعد عسر يسرا، فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، روي عن ابن مسعود أنه قرأ ذلك وقال: لا يغلب عسر يسرين، وسئل أبو العباس عن تفسير قول ابن مسعود ومراده من هذا القول فقال: قال الفراء العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتين وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي، تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق درهما فالثاني غير الأول، وإذا أعدته بالألف واللام فهي هي، تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم فالثاني هو الأول. قال أبو العباس: وهذا معنى قول ابن مسعود لأن الله تعالى لما ذكر العسر ثم أعاده بالألف واللام علم أنه هو، ولما ذكر يسرا ثم أعاده بلا ألف ولام علم أن الثاني غير الأول، فصار العسر الثاني العسر الأول وصار يسر ثان غير يسر بدأ بذكره، ويقال:
إن الله جل ذكره أراد بالعسر في الدنيا على المؤمن أنه يبدله يسرا في الدنيا ويسرا في الآخرة، والله تعالى أعلم. قال الخطابي:
العسر بين اليسرين إما فرج عاجل في الدنيا، وإما ثواب آجل في الآخرة. وفي حديث عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة وهو محصور: مهما تنزل بامرئ شديدة يجعل الله بعدها فرجا فإنه لن يغلب عسر يسرين. وقيل: لو دخل العسر جحرا لدخل اليسر عليه، وذلك أن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانوا في ضيق شديد فأعلمهم الله أنه سيفتح عليهم، ففتح الله عليهم الفتوح وأبدلهم بالعسر الذي كانوا فيه اليسر، وقيل في قوله: فسنيسره لليسرى، أي للأمر السهل الذي لا يقدر عليه إلا المؤمنون. وقوله عز وجل: فسنيسره للعسرى، قالوا: العسرى العذاب والأمر العسير. قال الفراء: يقول القائل كيف قال الله تعالى: فسنيسره للعسرى؟ وهل في العسرى تيسير؟ قال الفراء: وهذا في جوازه بمنزلة قوله تعالى:
وبشر الذين كفروا بعذاب أليم، والبشارة في الأصل تقع على المفرح السار، فإذا جمعت كل أمر في خير وشر جاز التبشير فيهما جميعا. قال الأزهري: وتقول قابل غرب السانية لقائدها إذا انتهى الغرب طالعا من البئر إلى أيدي القابل، وتمكن من عراقيها، ألا ويسر السانية أي اعطف رأسها كي لا يجاور المنحاة فيرتفع الغرب إلى المحالة والمحور فينخرق، ورأيتهم يسمون عطف السانية تيسيرا لما في خلافه من التعسير، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
أبي تذكرنيه كل نائبة، والخير والشر والإيسار والعسر ويجوز أن يكون العسر لغة في العسر، كما قالوا: القفل في القفل، والقبل في القبل، ويجوز أن يكون احتاج فثقل، وحسن له ذلك إتاع الضم الضم. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه، مثل عسر وعسر وحلم وحلم.
والعسرة والمعسرة والمعسرة والعسرى: خلاف
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 ... » »»
الفهرست