لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٤
وفي حديث زمزم: أتاه آت فقال: تحفر برة، سماها برة لكثرة منافعها وسعة مائها. وفي الحديث: أنه غير اسم امرأة كانت تسمى برة فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها، كأنه كره ذلك. وفي حديث حكيم بن حزام: أرأيت أمورا كنت أبررتها أي أطلب بها البر والإحسان إلى الناس والتقرب إلى الله تعالى. وجمع البر الأبرار، وجمع البار البررة. وفلان يبر خالقه ويتبرره أي يطيعه، وامرأة برة بولدها وبارة. وفي الحديث، في بر الوالدين: وهو في حقهما وحق الأقربين من الأهل ضد العقوق وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم. وجمع البر أبرار، وهو كثيرا ما يخص بالأولياء، والزهاد والعبد، وفي الحديث: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة أي مع الملائكة. وفي الحديث: الأئمة من قريش أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها، قال ابن الأثير: هذا على جهة الإخبار عنهم لا طريق الحكم فيهم أي إذا صلح الناس وبروا وليهم الأبرار، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار، وهو كحديثه الآخر: كما تكونون يولى عليكم. والله يبر عباده: يرحمهم، وهو البر. وبررته برا: وصلته. وفي التنزيل العزيز: أن تبروهم وتقسطوا إليهم. ومن كلام العرب السائر:
فلان ما يعرف هرا من بر، معناه ما يعرف من يهره أي من يكرهه ممن يبره، وقيل: الهر السنور، والبر الفأرة في بعض اللغات، أو دويبة تشبهها، وهو مذكور في موضعه، وقيل: معناه ما يعرف الهرهرة من البربرة، فالهرهرة: صوت الضأن، والبربرة: صوت المعزى. وقال الفزاري: البر اللطف، والهر العقوق. وقال يونس: الهر سوق الغنم، والبر دعاء الغنم. وقال ابن الأعرابي: البر فعل كل خير من أي ضرب كان، والبر دعاء الغنم إلى العلف، والبر الإكرام، والهر الخصومة، وروى الجوهري عن ابن الأعرابي: الهر دعاء الغنم والبر سوقها. التهذيب: ومن كلام سليمان: من أصلح جوانيته بر الله برانيته، المعنى:
من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، أخذ من الجو والبر، فالجو كل بطن غامض، والبر المتن الظاهر، فهاتان الكلمتان على النسبة إليهما بالألف والنون. وورد: من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه. قالوا: البراني العلانية والألف والنون من زيادات النسب، كما قالوا في صنعاء صنعاني، وأصله من قولهم: خرج فلان برا إذا خرج إلى البر والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه. والبر:
الفؤاد، يقال هو مطمئنن البر، وأنشد ابن الأعرابي:
أكون مكان البر منه ودونه، وأجعل مالي دونه وأؤامره وأبر الرجل: كثر ولده. وأبر القوم: كثروا وكذلك أعروا، فأبروا في الخير وأعروا في الشر، وسنذكر أعروا في موضعه. والبر، بالفتح: خلاف البحر. والبرية من الأرضين، بفتح الباء: خلاف الريفية. والبرية: الصحراء نسبت إلى البر، كذلك رواه ابن الأعرابي، بالفتح، كالذي قبله. والبر: نقيض الكن، قال الليث: والعرب تستعمله في النكرة، تقول العرب: جلست برا وخرجت برا، قال أبو منصور: وهذا من كلام المولدين وما سمعته من فصحاء العرب البادية. ويقال: أفصح العرب أبرهم. معناه أبعدهم في البر والبدو دارا. وقوله تعالى: ظهر الفساد
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست