لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٠
وجاءت الخيل محمرا بوادرها، زورا، وزلت يد الرامي عن الفوق يقول: هلا سألت عني وعن شجاعتي إذا اشتدت الحرب واحمرت بوادر الخيل من الدم الذي يسيل من فرسانها عليها، ولما يقع فيها من زلل الرامي عن الفوق فلا يهتدي لوضعه في الوتر دهشا وحيرة، وقوله زورا يعني مائلة أي تميل لشدة ما تلاقي. وفي الحديث: أنه لما أنزلت عليه سورة:
اقرأ باسم ربك، جاء بها، صلى الله عليه وسلم، ترعد بوادره، فقال:
زملوني زملوني قال الجوهري: في هذا الموضع البوادر من الإنسان اللحمة التي بين المنكب والعنق، قال ابن بري: وهذا القول ليس بصواب، والصواب أن يقول البوادر جمع بادرة: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
والبيدر: الأندر، وخص كراع به أندر القمح يعني الكدس منه، وبذلك فسره الجوهري. البيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام.
وبدر: ماء بعينه، قال الجوهري: يذكر ويؤنث. قال الشعبي:
بدر بئر كانت لرجل يدعى بدرا، ومنه يوم بدر. وبدر: اسم رجل.
* بذر: البذر والبذر: أول ما يخرج من الزرع والبقل والنبات لا يزال ذلك اسمه ما دام على ورقتين، وقيل: هو ما عزل من الحبوب للزرع والزراعة، وقيل: البذر جميع النبات إذا طلع من الأرض فنجم، وقيل: هو أن يتلون بلون أو تعرف وجوهه، والجمع بذور وبذار. والبذر: مصدر بذرت، وهو على معنى قولك نثرت الحب. وبذرت البذر: زرعته. وبذرت الأرض تبذر بذرا:
خرج بذرها، وقال الأصمعي: هو أن يظهر نبتها متفرقا. وبذرها بذرا وبذرها، كلاهما، زرعها. والبذر والبذارة: النسل. ويقال:
إن هؤلاء لبذر سوء. وبذر الشئ بذرا: فرقه. وبذر الله الخلق بذرا: بثهم وفرقهم.
وتفرق القوم شذر بذر وشذر بذر أي في كل وجه، وتفرقت إبله كذلك، وبذر: اتباع. وبذرى، فعلى: من ذلك، وقيل: من البذر الذي هو الزرع، وهو راجع إلى التفريق. والبذرى: الباطل، عن السيرافي.
وبذر ماله: أفسده وأنفقه في السرف. وكل ما فرقته وأفسدته، فقد بذرته. وفيه بذارة، مشددة الراء، وبذارة، مخففة الراء، أي تبذير، كلاهما عن اللحياني. وتبذير المال: تفريقه إسرافا. ورجل تبذارة: للذي يبذر ماله ويفسده. والتبذير:
إفساد المال وإنفاقه في السرف. قال الله عز وجل: ولا تبذر تبذيرا. وقيل: التبذير أن ينفق المال في المعاصي، وقيل: هو أن يبسط يده في إنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته، واعتباره بقوله تعالى: ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا.
أبو عمرو: البيذرة التبذير. والنبذرة، بالنون والباء:
تفريق المال في غير حقه. وفي حديث وقف عمر، رضي الله عنه: ولوليه أن يأكل منه غير مباذر، المباذر والمبذر: المسرف في النفقة، باذر وبذر مباذرة وتبذيرا، وقول المتنخل يصف سحابا: مستبذرا يرغب قدامه، يرمي بعم السمر الأطول فسره السكري فقال: مستبذر يفرق الماء.
والبذير من الناس: الذي لا يستطيع أن يمسك سره. ورجل بيذارة: يبذر ماله. وبذور وبذير: يذيع الأسرار ولا يكتم سرا، والجمع
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست