بحرا لسعة علمه وكثرته. والتبحر والاستبحار: الانبساط والسعة.
وسمي البحر بحرا لاستبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إنما سمي البحر بحرا لأنه شق في الأرض شقا وجعل ذلك الشق لمائه قرارا. والبحر في كلام العرب: الشق. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بحرها بحرا أي شقها ووسعها حتى لا تنزف، ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أذنها شقا: بحيرة.
وبحرت أذن الناقة بحرا: شققتها وخرقتها. ابن سيده: بحر الناقة والشاة يبحرها بحرا شق أذنها بنصفين، وقيل: بنصفين طولا، وهي البحيرة، وكانت العرب تفعل بهما ذلك إذا نتجتا عشرة أبطن فلا ينتفع منهما بلبن ولا ظهر، وتترك البحيرة ترعى وترد الماء ويحرم لحمها على النساء، ويحلل للرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك فقال: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، قال: وقيل البحيرة من الإبل التي بحرت أذنها أي شقت طولا، ويقال: هي التي خليت بلا راع، وهي أيضا الغزيرة، وجمهها بحر، كأنه يوهم حذف الهاء. قال الأزهري: قال أبو إسحق النحوي:
أثبت ما روينا عن أهل اللغة في البحيرة أنها الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن فكان آخرها ذكرا، بحروا أذنها أي شقوها وأعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تحلأ عن ماء ترده ولا تمنع من مرعى، وإذا لقيها المعيي المنقطع به لم يركبها. وجاء في الحديث:
أن أول من بحر البحائر وحمى الحامي وغير دين إسماعيل عمرو بن لحي بن قمعة بن جندب، وقيل: البحيرة الشاة إذا ولدت خمسة أبطن فكان آخرها ذكرا بحروا أذنها أي شقوها وتركت فلا يمسها أحد. قال الأزهري: والقول هو الأول لما جاء في حديث أبي الأحوص الجشمي عن أبيه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:
أرب إبل أنت أم رب غنم؟ فقال: من كل قد آتاني الله فأكثر، فقال: هل تنتج إبلك وافية آذانها فتشق فيها وتقول بحر؟ يريد به جمع البحيرة. وقال الفراء: البحيرة هي ابنة السائبة، وقد فسرت السائبة في مكانها، قال الجوهري: وحكمها حكم أمها. وحكى الأزهري عن ابن عرفة: البحيرة الناقة إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس أنثى بحروا أذنها أي شقوها فكانت حراما على النساء لحمها ولبنها وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء، ومنه الحديث: فتقطع آذانها فتقول بحر، وأنشد شمر لابن مقبل:
فيه من الأخرج المرتاع قرقرة، هدر الديامي وسط الهجمة البحر البحر: الغزار. والأخرج: المرتاع المكاء. وورد ذكر البحيرة في غير موضع: كانوا إذا ولدت إبلهم سقبا بحروا أذنه أي شقوها، وقالوا: اللهم إن عاش فقني، وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة، وكانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ضيف، فتركوها مسيبة لسبيلها وسموها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أنثى شقوا أذنها وخلوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أمها، وسموها البحيرة، وجمع البحيرة على بحر جمع غريب في المؤنث إلا أن يكون قد حمله على المذكر، نحو نذير ونذر، على أن بحيرة فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة، قال: ولم يسمع في جمع مثله فعل،