لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥١
بذر مثل صبور وصبر. وفي حديث فاطمة عند وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، قالت لعائشة: إني إذا لبذرة، البذر: الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه، وقد بذر بذارة. وفي الحديث: ليسوا بالمسابيح البذر. وفي حديث علي، كرم الله وجهه، في صفة الأولياء: ليسوا بالمذاييع البذر، جمع بذور. يقال: بذرت الكلام بين الناس كما تبذر الحبوب أي أفشيته وفرقته.
وبذارة الطعام: نزله وريعه، عن اللحياني. ويقال: طعام كثير البذارة أي كثير النزل. وهو طعام بذر أي نزل، قال:
ومن العطية ما ترى جذماء، ليس لها بذاره الأصمعي: تبذر الماء إذا تغير واصفر، وأنشد لابن مقبل:
قلبا مبلية جوائز عرشها، تنفي الدلاء بآجن متبذر قال: المتبذر المتغير الأصفر. ولو بذرت فلانا لوجدته رجلا أي لو جربته، هذه عن أبي حنيفة.
وكثير بثير وبذير: اتباع، قال الفراء: كثير بذير مثل بثير لغة أو لغية.
ورجل هذرة بذرة وهيذارة بيذارة: كثير الكلام.
وبذر: موضع، وقيل: ماء معروف، قال كثير عزة:
سقى الله أمواها عرفت مكانها:
جرابا وملكوما وبذر والغمرا وهذه كلها آبار بمكة، قال ابن بري: هذه كلها أسماء مياه بدليل إبدالها من قوله أمواها، ودعا بالسقيا للأمواه، وهو يريد أهلها النازلين بها اتساعا ومجازا. ولم يجئ من الأسماء على فعل إلا بذر، وعثر اسم موضع، وخضم اسم العنبر بن تميم، وشلم اسم بنت المقدس، وهو عبراني، وبقم وهو اسم أعجمي، وهي شجرة، وكتم اسم موضع أيضا، قال الأزهري: ومثل بذر خضم وعثر وبقم شجرة، قال: ولا مثل لها في كلامهم.
* بذعر: ابذعر الناس: تفرقوا: وفي حديث عائشة: ابذعر النفاق أي تفرق وتبدد. قال أبو السميدع: ابذعرت الخيل وابثعرت إذا ركضت تبادر شيئا تطلبه، قال زفر بن الحرث:
فلا أفلحت قيس، ولا عز ناصر لها، بعد يوم المرح حين ابذعرت (* قوله المرح هو في الأصل بالحاء المهملة).
قال الأزهري: وأنشد أبو عبيد:
فطارت شلالا وابذعرت كأنها عصابة سبي، خاف أن تتقسما ابذعرت أي تفرقت وجفلت.
* بذقر: ابذقر القوم وابذعروا: تفرقوا، وتذكر في ترجمة مذقر.
فما ابذقر دمه، وهي لغة: معناه ما تفرق ولا تمذر، وهو مذكور في موضعه.
* برر: البر: الصدق والطاعة. وفي التنزيل: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله، أراد ولكن البر بر من آمن بالله، قال ابن سيده: وهو قول سيبويه، وقال بعضهم: ولكن ذا البر من آمن بالله، قال ابن جني:
والأول أجود لأن حذف المضاف ضرب من الاتساع والخبر أولى من المبتدأ لأن الاتساع بالأعجاز أولى منه بالصدور. قال: وأما ما يروى من أن النمر بن تولب قال: سمعت رسول الله، صلى
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست