لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٤٧٢
الزجاج. قال ابن عباس:
حرم الله من النسب سبعا ومن الصهر سبعا: حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت من النسب، ومن الصهر: وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وأن تجمعوا بين الأختين، قال أبو منصور: ونحو ما روينا عن ابن عباس قال الشافعي: حرم الله تعالى سبعا نسبا وسبعا سببا فجعل السبب القرابة الحادثة بسبب المصاهرة والرضاع، وهذا هو الصحيح لا ارتياب فيه.
وصهرته الشمس تصهره صهرا وصهدته: اشتد وقعها عليه وحرها حتى ألم دماغه وانصهر هو، قال ابن أحمر يصف فرخ قطاة: تروي لقى ألقي في صفصف، تصهره الشمس فما ينصهر أي تذيبه الشمس فيصبر على ذلك. تروي: تسوق إليه الماء أي تصير له كالراوية. يقال: رويت أهلي وعليهم ريا أتيتهم بالماء.
والصهر: الحار، حكاه كراع، وأنشد:
إذ لا تزال لكم مغرغرة تغلي، وأعلى لونها صهر فعلى هذا يقال: شئ صهر حار. والصهر: إذابة الشحم.
وصهر الشحم ونحوه يصهره صهرا: أذابه فانصهر. وفي التنزيل:
يصهر به ما في بطونهم والجلود، أي يذاب. واصطهره: أذابه وأكله، والصهارة: ما أذبت منه، وقيل: كل قطعة من اللحم، صغرت أو كبرت، صهارة.
وما بالبعير صهارة، بالضم، أي نقي، وهو المخ. الأزهري:
الصهر إذابة الشحم، والصهارة ما ذاب منه، وكذلك الاصطهار في إذابته أو أكل صهارته، وقال العجاج:
شك السفافيد الشواء المصطهر والصهر: المشوي. الأصمعي: يقال لما أذيب من الشحم الصهارة والجميل. وما أذيب من الألية، فهو حم، إذا لم يبق فيه الودك.
أبو زيد: صهر خبزه إذا أدمه بالصهارة، فهو خبز مصهور وصهير. وفي الحديث: أن الأسود كان يصهر رجليه بالشحم وهو محرم، أي كان يذيبه ويدهنهما به. ويقال: صهر بدنه إذا دهنه بالصهير. وصهر فلان رأسه صهرا إذا دهنه بالصهارة، وهو ما أذيب من الشحم. واصطهر الحرباء واصهار: تلألأ ظهره من شدة حر الشمس، وقد، صهره الحر. وقال الله تعالى: يصهر به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم، أبو زيد في قوله: يصهر به قال: هو الإحراق، صهرته بالنار أنضجته، أصهره. وقولهم: لأصهرنك بيمين مرة، كأنه يريد الإذابة. أبو عبيدة: صهرت فلانا بيمين كاذبة توجب له النار. وفي حديث أهل النار: فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر. يقال: صهرت الشحم إذا أذبته. وفي الحديث: أنه كان يؤسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه، أي يدنيه إليه. يقال: صهره وأصهره إذا قربه وأدناه. وفي حديث علي، رضي الله عنه: قال له ربيعة بن الحرث: نلت صهر محمد فلم نحسدك عليه، الصهر حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النسب: أن النسب ما يرجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء،
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»
الفهرست