لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٤٦١
وقيل: الصفر ههنا الجوع. وفي الحديث: صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم، أي جوعة. يقال: صغر الرطب إذا خلا من اللبن، وقيل: الصفر حنش البطن، والصفر فيما تزعم العرب: حية في البطن تعض الإنسان إذا جاع، واللذع الذي يجده عند الجوع من عضه.
والصفر والصفار: دود يكون في البطن وشراسيف الأضلاع فيصفر عنه الإنسان جدا وربما قتله. وقولهم: لا يلتاط هذا بصفري أي لا يلزق بي ولا تقبله نفسي. والصفار: الماء الأصفر الذي يصيب البطن، وهو السقي، وقد صفر، بتخفيف الفاء. الجوهري: والصفار، بالضم، اجتماع الماء الأصفر في البطن، يعالج بقطع النائط، وهو عرق في الصلب، قال العجاج يصف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه فخرج منه دم كدم المفصود أو المصفور الذي يخرج من بطنه الماء الأصفر:
وبج كل عاند نعور، قضب الطبيب نائط المصفور وبج: شق، أي شق الثور بقرنه كل عرق عاند نعور. والعاند:
الذي لا يرقأ له دم. ونعور: ينعر بالدم أي يفور، ومنه عرق نعار. وفي حديث أبي وائل: أن رجلا أصابه الصفر فنعت له السكر، قال القتيبي: هو الحبن، وهو اجتماع الماء في البطن. يقال: صفر، فهو مصفور، وصفر يصفر صفرا، وروى أبو العباس أن ابن الأعرابي أنشده في قوله:
يا ريح بينونة لا تذمينا، جئت بألوان المصفرينا قال قوم: هو مأخوذ من الماء الأصفر وصاحبه يرشح رشحا منتنا، وقال قوم: هو مأخوذ من الصفر، وهو الجوع، الواحدة صفرة. ورجل مصفور ومصفر إذا كان جائعا، وقيل: هو مأخوذ من الصفر، وهي حيات البطن.
ويقال: إنه لفي صفرة للذي يعتريه الجنون إذا كان في أيام يزول فيها عقله، لأنهم كانوا يمسحونه بشئ من الزعفران.
والصفر: النحاس الجيد، وقيل: الصفر ضرب من النحاس، وقيل: هو ما صفر منه، واحدته صفرة، والصفر: لغة في الصفر، عن أبي عبيدة وحده، قال ابن سيده: لم يك يجيزه غيره، والضم أجود، ونفى بعضهم الكسر.
الجوهري: والصفر، بالضم، الذي تعمل منه الأواني. والصفار: صانع الصفر، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
لا تعجلاها أن تجر جرا، تحدر صفرا وتعلي برا قال ابن سيده: الصفر هنا الذهب، فإما أن يكون عنى به الدنانير لأنها صفر، وإما أن يكون سماه بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سمي اللاطون شبها.
والصفر والصفر والصفر: الشئ الخالي، وكذلك الجمع والواحد والمذكر والمؤنث سواء، قال حاتم:
ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني، وأن يدي، مما بخلت به، صفر والجمع من كل ذلك أصفار، قال:
ليست بأصفار لمن يعفو، ولا رح رحارح وقالوا: إناء أصفار لا شئ فيه، كما قالوا: برمة أعشار. وآنية صفر: كقولك نسوة عدل. وقد صفر الإناء من الطعام والشراب، والرطب من
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست