كرم الله وجهه: ولست بمأثور في ديني أي لست ممن يؤثر عني شر وتهمة في ديني، فيكون قد وضع المأثور موضع المأثور عنه، وروي هذا الحديث بالباء الموحدة، وقد تقدم. وأثرة العلم وأثرته وأثارته: بقية منه تؤثر أي تروى وتذكر، وقرئ:
(* قوله: وقرئ إلخ حاصل القراءات ست: أثارة بفتح أو كسر، وأثرة بفتحتين، وأثرة مثلثة الهمزة مع سكون الثاء، فالأثارة، بالفتح، البقية أي بقية من علم بقيت لكم من علوم الأولين، هل فيها ما يدل على استحقاقهم للعبادة أو الأمر به، وبالكسر من أثار الغبار أريد منها المناظرة لأنها تثير المعاني. والأثرة بفتحتين بمعنى الاستئثار والتفرد، والأثرة بالفتح مع السكون بناء مرة من رواية الحديث، وبكسرها معه بمعنى الأثرة بفتحتين وبضمها معه اسم للمأثور المروي كالخطبة اه ملخصا من البيضاوي وزاده). أو أثرة من علم وأثرة من علم وأثارة، والأخيرة أعلى، وقال الزجاج: أثارة في معنى علامة ويجوز أن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أن يكون على ما يؤثر من العلم. ويقال: أو شئ مأثور من كتب الأولين، فمن قرأ:
أثارة، فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأ: أثرة فإنه بناه على الأثر كما قيل قترة، ومن قرأ: أثرة فكأنه أراد مثل الخطفة والرجفة. وسمنت الإبل والناقة على أثارة أي على عتيق شحم كان قبل ذلك، قال الشماخ:
وذات أثارة أكلت عليه نباتا في أكمته ففارا قال أبو منصور: ويحتمل أن يكون قوله أو أثارة من علم من هذا لأنها سمنت على بقية شحم كانت عليها، فكأنها حملت شحما على بقية شحمها.
وقال ابن عباس: أو أثارة من علم إنه علم الخط الذي كان أوتي بعض الأنبياء. وسئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الخط فقال: قد كان نبي يخط فمن وافقه خطه أي علم من وافق خطه من الخطاطين خط ذلك النبي، عليه السلام، فقد علم علمه. وغضب على أثارة قبل ذلك أي قد كان (* قوله: قد كان إلخ كذا بالأصل، والذي في مادة خ ط ط منه: قد كان نبي يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه، فلعل ما هنا رواية، وأي مقدمة على علم من مبيض المسودة). قبل ذلك منه غضب ثم ازداد بعد ذلك غضبا، هذه عن اللحياني. والأثرة والمأثرة والمأثرة، بفتح الثاء وضمها: المكرمة لأنها تؤثر أي تذكر ويأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها، وفي المحكم: المكرمة المتوارثة. أبو زيد: مأثرة ومآثر وهي القدم في الحسب. وفي الحديث: ألا إن كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي هاتين، مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها أي تذكر وتروى، والميم زائدة. وآثره: أكرمه. ورجل أثير:
مكين مكرم، والجمع أثراء والأنثى أثيرة.
وآثره عليه: فضله. وفي التنزيل: لقد آثرك الله علينا. وأثر أن يفعل كذا أثرا وأثر وآثر، كله: فضل وقدم. وآثرت فلانا على نفسي: من الإيثار. الأصمعي: آثرتك إيثارا أي فضلتك. وفلان أثير عند فلان وذو أثرة إذا كان خاصا. ويقال: قد أخذه بلا أثرة وبلا إثرة وبلا استئثار أي لم يستأثر على غيره ولم يأخذ الأجود، وقال الحطيئة يمدح عمر، رضي الله عنه:
ما آثروك بها إذ قدموك لها، لكن لأنفسهم كانت بها الإثر أي الخيرة والإيثار، وكأن الإثر جمع الإثرة وهي الأثرة، وقول الأعرج الطائي:
أراني إذا أمر أتى فقضيته، فزعت إلى أمر علي أثير قال: يريد المأثور الذي أخذ فيه، قال: وهو من