لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥
مالك بن دينار: ومثل المؤمن مثل الشاة المأبورة أي التي أكلت الإبرة في علفها فنشبت في جوفها، فهي لا تأكل شيئا، وإن أكلت لم ينجع فيها. وفي حديث علي، عليه السلام: والذي فلق الحية وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه، وأشار إلى لحيته ورأسه، فقال الناس: لو عرفناه أبرنا عترته أي أهلكناهم، وهو من أبرت الكلب إذا أطعمته الإبرة في الخبز. قال ابن الأثير: هكذا أخرجه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأخرجه في حرف الباء وجعله من البوار الهلاك، والهمزة في الأول أصلية، وفي الثاني زائدة، وسنذكره هناك أيضا. ويقال للسان:
مئبر ومذرب ومفصل ومقول. وإبرة العقرب: التي تلدغ بها، وفي المحكم: طرف ذنبها. وأبرته تأبره وتأبره أبرا: لسعته أي ضربته بإبرتها. وفي حديث أسماء بنت عميس: قيل لعلي: ألا تتزوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مالي صفراء ولا بيضاء، ولست بمأبور في ديني فيوري بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عني، إني لأول من أسلم،، المأبور: من أبرته العقرب أي لسعته بإبرتها، يعني لست غير الصحيح الدين ولا المتهم في الإسلام فيتألفني عليه بتزويجها إياي، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره. قال ابن الأثير: ولو روي: لست بمأبون، بالنون، لكان وجها.
والإبرة والمئبرة، الأخيرة عن اللحياني: النميمة. والمآبر:
النمائم وإفساد ذات البين، قال النابغة:
وذلك من قول أتاك أقوله، ومن دس أعدائي إليك المآبرا والإبرة: فسيل المقل يعني صغارها، وجمعها إبر وإبرات، الأخيرة عن كراع. قال ابن سيده: وعندي أنه جمع جمع كحمرات وطرقات. والمئبر: ما رق من الرمل، قال كثير عزة:
إلى المئبر الرابي من الرمل ذي الغضا تراها، وقد أقوت، حديثا قديمها وأبر الأثر: عفى عليه من التراب. وفي حديث الشورى: أن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا تؤبروا آثاركم فتولتوا دينكم، قال الأزهري: هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل، وقال الرياشي: التأبير التعفية ومحو الأثر، قال: وليس شئ من الدواب يؤبر أثره حتى لا يعرف طريقه إلا التفة، وهي عناق الأرض، حكاه الهروي في الغريبين.
وفي ترجمة بأر وابتأر الحر قدميه قال أبو عبيد: في الابتئار لغتان يقال ابتأرت وأتبرت ابتئارا وأتبارا، قال القطامي:
فإن لم تأتبر رشدا قريش، فليس لسائر الناس ائتبار يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه.
* أتر: الأترور: لغة في التؤرور مقلوب عنه.
* أثر: الأثر: بقية الشئ، والجمع آثار وأثور. وخرجت في إثره وفي أثره أي بعده. وأتثرته وتأثرته: تتبعت أثره، عن الفارسي.
ويقال: آثر كذا وكذا بكذا وكذا أي أتبعه إياه، ومنه قول متمم بن نويرة يصف الغيث:
فآثر سيل الواديين بديمة، ترشح وسميا، من النبت، خروعا أي أتبع مطرا تقدم بديمة بعده.
والأثر، بالتحريك: ما بقي من رسم الشئ. والتأثير: إبقاء الأثر في الشئ. وأثر في الشئ: ترك فيه أثرا. والآثار: الأعلام.
والأثيرة من الدواب: العظيمة الأثر في الأرض بخفها أو حافرها بينة الإثارة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يدرى له أين أثر وما يدرى له ما أثر أي ما يدرى أين أصله ولا ما أصله.
والإثار: شبه الشمال يشد على ضرع العنز شبه كيس لئلا تعان.
والأثرة، بالضم: أن يسحى باطن خف البعير بحديدة ليقتص أثره. وأثر خف البعير يأثره أثرا وأثره: حزه. والأثر:
سمة في باطن خف البعير يقتفر بها أثره، والجمع أثور.
والمئثرة والثؤرور، على تفعول بالضم: حديدة يؤثر بها خف البعير ليعرف أثره في الأرض، وقيل: الأثرة والثؤثور والثأثور، كلها: علامات تجعلها الأعراب في باطن خف البعير، يقال منه: أثرت البعير، فهو مأثور، ورأيت أثرته وثؤثوره أي موضع أثره من الأرض. والأثيرة من الدواب: العظيمة
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست