لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٦
الأثر في الأرض بخفها أو حافرها. وفي الحديث: من سره أن يبسط الله في رزقه وينسأ في أثره فليصل رحمه، الأثر: الأجل، وسمي به لأنه يتبع العمر، قال زهير:
والمرء ما عاش ممدود له أمل، لا ينتهي العمر حتى ينتهي الأثر وأصله من أثر مشيه في الأرض، فإن من مات لا يبقى له أثر ولا يرى لأقدامه في الأرض أثر، ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي:
قطع صلاتنا قطع الله أثره، دعا عليه بالزمانة لأنه إذا زمن انقطع مشيه فانقطع أثره. وأما ميثرة السرج فغير مهموزة.
والأثر: الخبر، والجمع آثار. وقوله عز وجل: ونكتب ما قدموا وآثارهم، أي نكتب ما أسلفوا من أعمالهم ونكتب آثارهم أي من سن سنة حسنة كتب له ثوابها، ومن سن سنة سيئة كتب عليه عقابها، وسنن النبي، صلى الله عليه وسلم، آثاره.
والأثر: مصدر قولك أثرت الحديث آثره إذا ذكرته عن غيرك. ابن سيده: وأثر الحديث عن القوم يأثره ويأثره أثرا وأثارة وأثرة، الأخيرة عن اللحياني: أنبأهم بما سبقوا فيه من الأثر، وقيل: حدث به عنهم في آثارهم، قال: والصحيح عندي أن الأثرة الاسم وهي المأثرة والمأثرة. وفي حديث علي في دعائه على الخوارج: ولا بقي منكم آثر أي مخبر يروي الحديث، وروي هذا الحديث أيضا بالباء الموحدة، وقد تقدم، ومنه قول أبي سفيان في حديث قيصر: لولا أن يأثروا عني الكذب أي يروون ويحكون. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه حلف بأبيه فنهاه النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، قال عمر: فما حلفت به ذاكرا ولا آثرا، قال أبو عبيد: أما قوله ذاكرا فليس من الذكر بعد النسيان إنما أراد متكلما به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، وقوله ولا آثرا يريد مخبرا عن غيري أنه حلف به، يقول: لا أقول إن فلانا قال وأبي لا أفعل كذا وكذا أي ما حلفت به مبتدئا من نفسي، ولا رويت عن أحد أنه حلف به، ومن هذا قيل: حديث مأثور أي يخبر الناس به بعضهم بعضا أي ينقله خلف عن سلف، يقال منه: أثرت الحديث، فهو مأثور وأنا آثر، قال الأعشى:
إن الذي فيه تماريتما بين للسامع والآثر ويروى بين. ويقال: إن المأثرة مفعلة من هذا يعني المكرمة، وإنما أخذت من هذا لأنها يأثرها قرن عن قرن أي يتحدثون بها. وفي حديث علي،
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست