يا لهف هند إذ خطئن كاهلا أي إذ أخطأن كاهلا، قال: ووجه الكلام فيه: أخطأن بالألف، فرده إلى الثلاثي لأنه الأصل، فجعل خطئن بمعنى أخطأن، وهذا الشعر عنى به الخيل، وإن لم يجر لها ذكر، وهذا مثل قوله عز وجل: حتى توارت بالحجاب. وحكى أبو علي الفارس عن أبي زيد: أخطأ خاطئة، جاء بالمصدر على لفظ فاعلة، كالعافية والجازية. وفي التنزيل: والمؤتفكات بالخاطئة. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أنهم نصبوا دجاجة يترامونها وقد جعلوا لصاحبها كل خاطئة من نبلهم، أي كل واحدة لا تصيبها، والخاطئة ههنا بمعنى المخطئة. وقولهم: ما أخطأه! إنما هو تعجب من خطئ لا من أخطأ.
وفي المثل: مع الخواطئ سهم صائب، يضرب للذي يكثر الخطأ ويأتي الأحيان بالصواب. وروى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده: ولا يسبق المضمار، في كل موطن، * من الخيل عند الجد، إلا عرابها لكل امرئ ما قدمت نفسه له، * خطاءاتها (1)، إذ أخطأت، أو صوابها (1 قوله خطاآتها كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.) ويقال: خطيئة يوم يمر بي أن لا أرى فيه فلانا، وخطيئة ليلة تمر بي أن لا أرى فلانا في النوم، كقوله: طيل ليلة وطيل يوم (2) (2 قوله كقوله طيل ليلة إلخ كذا في النسخ وشرح القاموس.) * خفأ: خفأ الرجل خفأ: صرعه، وفي التهذيب: اقتلعه وضرب به الأرض.
وخفأ فلان بيته: قوضه وألقاه.
* خلأ: الخلاء في الإبل كالحران في الدواب.
خلأت الناقة تخلأ خلأ وخلاء، بالكسر والمد، وخلوءا، وهي خلوء: بركت، أو حرنت من غير علة، وقيل إذا لم تبرح مكانها، وكذلك الجمل، وخص بعضهم به الإناث من الإبل، وقال في الجمل: ألح ، وفي الفرس: حرن، قال: ولا يقال للجمل: خلأ، يقال: خلأت الناقة، وألح الجمل، وحرن الفرس، وفي الحديث: أن ناقة النبي، صلى الله عليه وسلم، خلأت به يوم الحديبية، فقالوا: خلأت القصواء، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
ما خلأت، وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل. قال زهير يصف ناقة:
بآرزة الفقارة لم يخنها * قطاف في الركاب، ولا خلاء قال الراجز يصف رحى يد فاستعار ذلك لها:
بدلت، من وصل الغواني البيض، كبداء ملحاحا على الرضيض، تخلأ إلا بيد القبيض القبيض: الرجل الشديد القبض على الشئ، والرضيض: حجارة المعادن فيها الذهب والفضة، والكبداء: الضخمة الوسط: يعني رحى تطحن حجارة المعدن، وتخلأ: تقوم فلا تجري.
وخلأ الانسان يخلأ خلوءا: لم يبرح مكانه، وقال اللحياني: خلأت الناقة تخلأ خلاء، وهي ناقة خالئ بغير هاء، إذا بركت فلم تقم، فإذا قامت ولم تبرح قيل:
حرنت تحرن حرانا، وقال أبو منصور: والخلاء لا يكون الا للناقة، وأكثر ما يكون