علي (عليه السلام) (1).
6395 - الكافي عن أبي جعفر الخثعمي: لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه أمير المؤمنين وعقيل والحسن والحسين (عليهم السلام)، وعمار بن ياسر، فلما كان عند الوداع، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أبا ذر، إنك إنما غضبت لله عز وجل، فارج من غضبت له. إن القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء. ووالله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا، ثم اتقى الله عز وجل؛ جعل له منها مخرجا، فلا يؤنسك إلا الحق، ولا يوحشك إلا الباطل (2).
6396 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما شيع أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا ذر، وشيعه الحسن والحسين (عليهما السلام)، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر، وعمار بن ياسر عليهم سلام الله؛ قال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): ودعوا أخاكم؛ فإنه لابد للشاخص من أن يمضي، وللمشيع من أن يرجع.
قال: فتكلم كل رجل منهم على حياله، فقال الحسين بن علي (عليهما السلام): رحمك الله يا أبا ذر! إن القوم إنما امتهنوك بالبلاء؛ لأنك منعتهم دينك، فمنعوك دنياهم؛ فما أحوجك غدا إلى ما منعتهم، وأغناك عما منعوك.
فقال أبو ذر: رحمكم الله من أهل بيت! فما لي في الدنيا من شجن (3) غيركم، إني إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).