أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما.
قال صعصعة: كذبت قد ولدهم خير من أبي سفيان، من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له، فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس.
فخرج تلك الليلة من عندهم، ثم أتاهم القابلة فتحدث عندهم طويلا، ثم قال: أيها القوم ردوا علي خيرا أو اسكتوا وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم وينفع جماعة المسلمين، فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم.
فقال صعصعة: لست بأهل ذلك ولا كرامة لك أن تطاع في معصية الله.
فقال: أوليس ما ابتدأتكم به أن أمرتكم بتقوى الله وطاعته وطاعة نبيه (صلى الله عليه وآله)...
ولزوم الجماعة وكراهة الفرقة، وأن توقروا أئمتكم وتدلوهم على كل حسن ما قدرتم، وتعظوهم في لين ولطف في شيء إن كان منهم؟
فقال صعصعة: فإنا نأمرك أن تعتزل عملك فإن في المسلمين من هو أحق به منك. قال: من هو؟ قال: من كان أبوه أحسن قدما من أبيك، وهو بنفسه أحسن قدما منك في الإسلام (1). 6560 - رجال الكشي عن عاصم بن أبي النجود عمن شهد ذلك: إن معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي (عليه السلام)، وكان الحسن (عليه السلام) قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمين بأسمائهم وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.
فلما دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة، أما والله، إني كنت لأبغض أن