سكك المدينة إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة!
قال: لك في الجنة أحسن منها. ثم مررنا بأخرى، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة! قال: لك في الجنة أحسن منها. حتى مررنا بسبع حدائق، كل ذلك أقول: ما أحسنها! ويقول: لك في الجنة أحسن منها.
فلما خلا له الطريق اعتنقني، ثم أجهش باكيا. قلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي. قلت: يا رسول الله، في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك (1).
4726 - تاريخ دمشق عن أنس بن مالك: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمر بحديقة، فقال علي (رضي الله عنه): ما أحسن هذه الحديقة! قال: حديقتك في الجنة أحسن منها.
حتى مر بسبع حدائق، كل ذلك يقول علي: يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة، فيرد عليه النبي (صلى الله عليه وآله): حديقتك في الجنة أحسن منها.
ثم وضع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه على إحدى منكبي علي فبكى، فقال له علي:
ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك حتى أفارق الدنيا.
قال علي (رضي الله عنه): فما أصنع يا رسول الله؟ قال: تصبر. قال: فإن لم أستطع؟ قال:
تلقى جميلا. قال: ويسلم لي ديني؟ قال: ويسلم لك دينك (2).