موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٩ - الصفحة ٢٤٣
ولا مقطوعا دابري، ولا مرتدا عن ديني، ولا منكرا لربي، ولا مستوحشا من إيماني، ولا ملتبسا عقلي، ولا معذبا بعذاب الأمم من قبلي. أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي، لك الحجة علي ولا حجة لي، لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني، ولا أتقي إلا ما وقيتني.
اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، أو أضل في هداك، أو أضام في سلطانك، أو أضطهد والأمر لك!
اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنتزعها من كرائمي، وأول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي!
اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك، أو أن نفتتن عن دينك، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك! (1) 4398 - الإمام الباقر (عليه السلام): كان علي (عليه السلام) يقول في دعائه وهو ساجد: اللهم إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث (2) بشيء من معاصيك، اللهم ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها وخلقا وخلقا، وأسخاهم بها نفسا، وأطلقهم بها لسانا، وأسمحهم بها كفا، وأقلهم بها علي امتنانا (3).
4399 - الإمام علي (عليه السلام): اللهم أنت أهل الوصف الجميل، والتعداد الكثير. إن تؤمل

(١) نهج البلاغة: الخطبة ٢١٥، بحار الأنوار: ٩٤ / ٢٢٦ / ١ نقلا عن اختيار ابن الباقي وص ٢٣٠ / ٤.
(٢) غوث الرجل واستغاث: صاح وا غوثاه! هذا هو أصله، ثم إنهم استعملوه بمعنى صاح ونادى طلبا للغوث (تاج العروس: ٣ / ٢٤٢) والمراد هنا: أستعين عليها بشيء من معاصيك.
(٣) قرب الإسناد: ١ / ١ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تحف العقول: ٢١٧ نحوه من " اللهم ولا تجعل... "، بحار الأنوار: ٨٦ / 228 / 48.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست