الشيخ محمد سعيد المناميين بعدما أكثر من الإصغاء ومرافقة الشعراء والأدباء قرر محمد سعيد المناميين أن يلج البوابة السحرية بجواز سفر يشهره بثقة أمام حرس الحدود ليذعنوا لرغبته في الدخول بترنيمة عذبة تؤشره كصاحب شاعرية واعدة بالعطاء الثر والإنجاز النوعي المتنامي على مستوى القصيدة الحديثة الرؤى، الأصيلة في محتواها.
إن تجربة المناميين هذه لا تغفل التحدي بل تطلبه مع الذات ومع الآخرين أيضا فهي عرض للقدرة وفحص للكفاءة جاءت على مستوى البناء لتصدح على مجزوء الخفيف لتقول لسامعها: (إنني أتجاوز حدود الصنعة الشعرية بأدوات متمكنة في الجانب الإجرائي التنفيذي).
أما على مستوى الإنشاء التصويري فقد حبك المناميين قصيدته في نسيج متآلف يتدرج بصوره لينوع داخل وحدة متماسكة، ويقفز برشاقة المقتدرين من الشعراء ليواصل مسيرة القصيدة بنفس خاص وخطى متميزة تقرب تجربته الجديدة إلى قمم الإبداع الأصيل.
فنلاحظ صراع النور والظلام في المقطع الأول من القصيدة على قصر الجمل وإيجازها قد تبدى بشكل ومضات شعرية لماحة تنتهي بضربة تعبيرية كثيفة ليقول:
أخجل الضوء من سنا * وجهك الليل فانحنى وفي المقطع الثالث يعالج الأحداث الواقعية بلغة شعرية متمكنة، ويسلس قياد حرف التاء كقافية عصية ليقول:
ألف عصفورة هنا * يا رفاقي ستصمت ونحن نبارك له هذا الإعلان عن شاعريته ونصافحه بقوة لإعجابنا بهذا البيت من المقطع الرابع:
ولمحت احتضاره * بسمة ثم بسملة