السيد مدين الموسوي (ليلة الخلد) قصيدة موازاة ومضاهاة تحاذي النماذج الشعرية المتقدمة في العصر الحديث، ولعلها تحاكي جوهر التجربة الجواهرية في أكثر من موضع مخلصة ووفية للوقوف في موقع الماضي الذي تعتقده أفضل، لتجذر لانطلاقها فهي رمية قوس وسهم كلما ارتد إلى الوراء أكثر اكتسب طاقة وقدرة أكبر للانطلاق إلى الأمام أكثر.
وهي تبجل القوانين المعيارية والأعراف التي صنعت مجد القصيدة العربية في كل زمان ، وهي تديم زخم الاستمرار في محاكاة أفضل ما في التراث العربي الشعري وترى أن هذا الاستمرار أفضل من الانشقاق والخروج غير المحسوب العواقب، فهي تحاول أن تبني كلاسيكية جديدة لا تنافس تلك الكلاسيكية بل تساير نماذجها الخالدة مولية حركة الحياة اهتمامها في تأصيل يحفظ الثوابت ويراقب المتغيرات ومع خلق حالة التوازن بين متصارعات متعددة تبدو مهمة مدين الموسوي عسيرة وضاغطة في التحلي تارة بما هو أصيل والتخلي أخرى عن ما هو طارئ حتى ولو كان فيه إغناء للتجربة وتعميق للمشاركة الوجدانية المحتدمة.
وبعد فالقصيدة في لغتها تحاذي وتحتذي أساليب النموذج في عملية اختيارها للألفاظ مع تحفظ واضح من طريقة الكتابة قرب معجم مفتوح، بل هي تفلت في أحيان كثيرة من هذا الأسار الضاغط لتقول:
يا ليلة وقف الزمان بها * وجلا يدون أروع الصور