الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ليس هناك في التأريخ البشري - حسب علمنا - قصيدة أو منظومة أو ملحمة شعرية نظمت من بحر واحد وقافية واحدة وروي واحد واجتاز طولها آلاف الأبيات مثل (ملحمة أهل البيت عليهم السلام) التي نظمها الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ولا أدري إن كان ما يسمى في الغرب بكتب الأرقام القياسية قد وصلته هذه المعلومة أم إنها قد طويت جهلا أو تبخيسا مثل كل الإنجازات الخارقة والأعمال الباهرة التي لا يلتفت إليها عمدا وقصدا.
فهذه الملحمة - ان صح التعبير - ما راثون طويل بنفس واحد وبخطوة متكررة واحدة وبحركة حثيثة واحدة ويكفي الشيخ الفرطوسي فخرا أنه أطالها وتجاوز في إطالتها ولو لم يكن له منها إلا هذا الطول لكفاه.
أما ما يخص ليلة عاشوراء فلدينا 157 بيتا من الملحمة توثق كل ما جرى في هذه الليلة العظيمة على طريقة المنظومات مع حساب الفارق فالنظم هنا على بحر مركب التفعيلات هو بحر الخفيف وليس بحر الرجز السهل النظم - فالعرب تسميه حمار الشعر وتسمي من ينظم فيه راجزا لا شاعرا تفريقا - إضافة إلى القافية الموحدة في ملحة الفرطوسي وهي غير قوافي المزدوجات السهلة اليسيرة.