كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٨٨
المدينة ردد قول الله تعالى عن موسى: * (فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين) * (1) [القصص / 21] ولما وصل الإمام الحسين إلى مكة قرأ * (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل) * (2) [القصص / 22] ولما سأل عبد الله بن مطيع الإمام الحسين قائلا: " جعلت فداك أين تريد؟ " فقال الحسين: " أما الآن فمكة وأما بعد فإني أستخير الله " (3) فحال الحسين عندما اضطر للخروج من المدينة، كحال موسى الذي اضطر لمغادرة عاصمة ملك فرعون، وكانت حال الحسين عندما وصل إلى مكة كحال موسى عندما وصل إلى مدين، فموسى ينتظر التوجيه الإلهي، وليس عنده علم عن المكان الآخر، أو المرحلة اللاحقة، كذلك فإن الحسين خرج من المدينة إلى مكة " مدين " وليس لديه علم عن المكان الآخر أو المرحلة وإنه سينتظر التوجيه الإلهي!!
مكيدة الرسائل والكتب:
دولة الخلافة يمكنها أن تقتل الإمام الحسين وأهل بيته في المدينة المنورة وهي واثقة أنه لن يعيقها أحد، فلدى دولة الخلافة القوة والقدرة على إبادة كل سكان المدينة!! وعندما خرج الإمام الحسين كان بإمكان دولة الخلافة أن ترسل قوة ضاربة على خيول سريعة مطهمة، وتلحق بالإمام الحسين قبل وصوله إلى مكة فتقتله وأولاده وأهل بيته شر قتلة، فالإمام الحسين، كان يسير على الطريق العام إلى مكة ورفض رفضا قاطعا الخروج عن الطريق.
وعندما وصل الإمام الحسين وأهل بيت النبوة إلى مكة كان بإمكان دولة الخلافة أن تتلقاه وأهل بيته بقوة ضاربة وأن تقطعهم إربا إربا، فالخليفة يزيد له وال وجيش في المدينة وله وال وجيش في مكة وله عيون وجواسيس على طول

(١) راجع تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٣، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٢١، وينابيع المودة ج ٢ ص ٤، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٥٨٨.
(٢) الإرشاد للشيخ المفيد ج ٢ ص ٤، وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٣٢، والعوالم ج ١٧ ص ١٨١، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٣١، وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٧٢، وأعيان الشيعة ج ٥ ص ٢٥.
(٣) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ١٩٦ - 197.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327