كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٩٢
الخلافة بعد سني حكم معاوية التي أذلتهم وأرهقتهم واجتثت من نفوسهم كل نخوة وشرف ودين.
وما يعنينا أن الإمام الحسين وجد نفسه في كربلاء في مقابلة جيش الخلافة البالغ عدده ثلاثون ألف مقاتل.
المطلوب رأس الإمام ورؤوس أهل بيت النبوة عندما خرج الإمام الحسين من مكة متوجها إلى العراق بعد وصول الكتب والرسائل لم تعد دولة الخلافة مهتمة ببيعته أو بيعة الذين معه، فحتى لو أعطى الإمام الحسين البيعة " وهذا مستحيل " فإنها لن تقبل منه ذلك قبل أن تذله إذلالا لم يذله أحد قط، فالبيعة لا تعني دولة الخلافة إنما يعنيها بالدرجة الأولى والأخيرة قتل الحسين، وإبادة أهل بيت النبوة، إبادة تامة حتى يختفي خطرهم إلى الأبد!!
وقد عبر عبيد الله بن زياد عن ذلك خير تعبير، فقد كتب له عمر بن سعد رسالة جاء فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسول فسألته عما أمامه وما يطلب ويسأل، فقال: كتب إلى أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم، فسألوني القدوم ففعلت فأما إذا كرهوني، فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم ".
فلما قرأ عبيد الله الكتاب قال:
الآن إذ علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص (1) فعبيد الله يعترف أن لدولة الخلافة مخالب كالوحوش تماما، وأن الحسين وأهل بيت النبوة قد وقعوا في مخالبها بالفعل، وأن هذه المخالب قد علقت به بالفعل، وأن نجاة الحسين بهذه الحالة مستحيلة، ومع هذا فإنه كتب إلى عمر بن سعد: " أما بعد فقد بلغني كتابه وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين أن يبايع

(١) راجع تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٣٢ - ٢٧٠، وابن الأثير ص ١٩ - ٣٨، وابن كثير ج ٨ ص ١٧٢ - ١٩٨، والأخبار الطوال للدينوري ص ٢٥٣ - ٢٦١ وأنساب الأشراف ص ١٧٦ - 227، والإرشاد للمفيد ص 210 - 236، لتقف على تفاصيل نزول الحسين ومفاوضاته مع عمر بن سعد.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327