كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦١
الإسلام، ويزيد بن معاوية ليس غريبا على البطون، فجده أبو سفيان هو الذي قاد البطون ووحدها للوقوف ضد محمد، لمحاربة محمد. ومعاوية والد يزيد هو الذي قاد البطون، ووحدها لحرب علي، ثم إن يزيد موتور شأنه شأن كل واحد من أبناء البطون، وتشترك بطون قريش ال‍ 23 بكراهية آل محمد والحقد عليهم ورفضها المطلق لقيادتهم وإمامتهم وخلافتهم.
2 - ووقف المنافقون من أهل المدينة وممن حولها من الأعراب، ومن خبث من ذرياتهم، ومنافقو مكة ومن حولها جميعا مع يزيد بن معاوية، لا حبا بيزيد، ولا حبا ببطون قريش ولكن كراهية وحقدا على محمد وآل محمد وطمعا بهدم أساسيات الدين بيد معتنقيه وقد اعتقدوا أن الفرص قد لاحت لإبادة آل محمد إبادة تامة لذلك أيدوا يزيد بن معاوية.
3 - ووقفت المرتزقة من الأعراب مع يزيد أيضا، وقد وجدت ظاهرة الارتزاق جنبا إلى جنب مع ظاهرة النفاق، ومات النبي وبقيت الظاهرتان، والمرتزقة قوم لا مبادئ لهم إلا مصالحهم، مهنتهم اقتناص الفرص، وتأييد المواقف، وترجيح الكفات والانقضاض على المغلوب، وهم على استعداد لمناصرة من يدفع لهم أكثر كائنا من كان، ولا فرق عندهم سواء أيدوا رسول الله أم أيدوا الشيطان، فهم يدرون مع النفع العاجل حيث دار، انظر إلى قول سنان بن أنس، قاتل الإمام الحسين لعمر بن سعد بن أبي وقاص عندما جاءه طالبا المكافأة على قتل الحسين:
إملأ ركابي فضة أو ذهبا * إني قتلت السيد المحجبا وخيرهم من يذكرون النسبا * قتلت خير الناس أما وأبا (1) فاللعين يعرف الإمام الحسين، ويعرف مكانته العلية، ولكن ما يعني هذا التافه هو المال، إعطه المال وكلفه بقتل نبي يقتله مع علمه بأنه نبي، أو كلفه بقتل الشيطان يقتله إن رآه وبأعصاب باردة، لا فرق عنده بين الاثنين!!.
لقد أدركت المرتزقة بأن الإمام الحسين وأهل بيته سيغلبون وأن يزيد

(1) مقتل الإمام الحسين، السيد المقرم، دار الأضواء، بيروت، 1979 م، ص 304.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327