كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٤
المجال: * (... ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * [البقرة / 243]، * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) * [الأنعام / 116]، * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * [الأعراف / 187]. * (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) * [هود / 17]، * (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) * [الأسراء / 89]، * (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) * [آل عمران / 110].
فالأكثرية الساحقة من الأمة المصرية وقفت مع فرعونها الذي فرض نفسه عليها بالقوة والقهر والغلبة، وتخلت هذه الأكثرية عن موسى وهارون وخذلتهما، ووافقت هذه الأكثرية على الانخراط بالجيش الذي أعده فرعون لقتل موسى وهارون ومن آمن معهما وسارت الأكثرية بالفعل لارتكاب مذبحة على شاكلة مذبحة كربلاء ولكن المذبحة لم تحدث لسبب لا يد لهذه الأكثرية فيه!!!.
والأكثرية الساحقة من رعايا دولة نمرود وقفت مع نمرودها الطاغية وقفة رجل واحد ضد " إبراهيم الخليل " واشتركت بجمع الحطب، وشهدت عملية إحراق إبراهيم، تلك العملية التي فشلت لسبب سماوي!!! لم تخجل تلك الأكثرية عندما أجمعت كلها على مواجهة رجل واحد!! وعندما اجتمعت لتتلذذ برؤية إبراهيم وهو يحترق!!! ما هي مصلحة أكثرية أمة فرعون، وأمة نمرود!!
لتفعل ما فعلت!! إنه لا مصلحة لأمة بقتل من يحاول إنقاذها من براثن العبودية، وما ارتكبت كل أمة من الأمم السابقة مخازيها إلا مجاراة لطاغيتها، وابتغاء لمرضاته، وانسياقا أهوج مع التيار تحت دعاوي الدفاع عن مصالحها الموهومة وقيمها الفاسدة!!!.
المواقف المخجلة لماذا؟:
الأكثرية الساحقة من كل أمة من أمم الأرض ليست شيعة واحدة كما يتصور بعض القراء أو حزبا واحدا، إنما تتكون تلك الأكثرية من مجموعة كبيرة من الشيع أو الأحزاب التي تحالفت مع بعضها، ومع طاغوتها وأقامت نظام الحكم الذي يقوده، ويرمز لوحدته طاغوتها، وبالتالي فهي منتفعة من بقاء هذا النظام، وتعتقد أن لا مصلحة لها بتغييره، فهي تعتقد أن تغيير النظام يؤدي لضياع مكتسباتها
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327