كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٠
مجموعة هذه الأمور أماتت الشعور بالانتماء للأمة، والإحساس العام، وخلقت حالة من التقوقع على الذات، ومن الشعور بالانفصال العملي التام عن المجتمع. فانتصارات المجتمع العسكرية تقابل بالفتور، وهزائمه تقابل بقليل من الأسف. صحيح أن الأمة كانت تعرف الحق من الباطل ولكن لا حوافز لديها ولا رغبة بنصرة الحق، أو محاربة الباطل!! إنها تتمنى أن ينتصر الحق، وأن يهزم الباطل ولكن ليست لدى أي فرد من أفراد الرعية العزيمة والرغبة للاشتراك بنصرة الحق أو هزيمة الباطل وهو مقتنع أن في يوم من الأيام سيأتي غيره فينصر الحق أو يهزم الباطل دون أن يكلفه عناء المواجهة!! كان هذا الشعور بالتواكل سائدا عند الرجال والنساء ولكن بنسب متفاوتة. قال الطبري في تاريخه: " إن المرأة كانت تأتي ابنها وأخاها فتقول: " انصرف، الناس يكفونك، ويجئ الرجل إلى ابنه وأخيه فيقول غدا يأتيك أهل الشام " (1).
بهذا المناخ المعقد مات معاوية، وخلفه يزيد، وامتنع الإمام الحسين عن البيعة فاضطر حفاظا على حياته وموقفه للخروج..
موقف الأمة الإسلامية من خروج الحسين موقف الأكثرية الساحقة:
لم يقف يزيد بن معاوية وحده في وجه الإمام الحسين وأهل بيت النبوة، إنما وقفت مع يزيد ابن معاوية واستنكرت موقف الإمام الحسين وأهل بيت النبوة مجموعة من القوى الكبرى التي كانت تكون رعايا دولة الخلافة أو ما عرف باسم " الأمة الإسلامية " وهذه القوى هي:
1 - بطون قريش ال‍ 23 وأحابيشها وموالوها وهي القوة نفسها التي كذبت النبي وقاومته وتآمرت على قتله، وحاربته 21 عاما حتى أحاط بها النبي فاستسلمت واضطرت مكرهة لإعلان إسلامها وهي تخفي في صدورها غير

(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327