كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٥٩
النبوة، وقال معاوية: إضفوا هالة القداسة على كل من صحب النبي ورآه، فاستجابت الرعية ورددت خلف معاوية بأن كل الصحابة بمن فيهم معاوية وأبوه ومروان بن الحكم عدول لا يصدر منهم إلا حقا وصوابا، لقد ملت الأمة فكرة المقاومة والدفاع عن الحق، وقررت أن تطلب الحياة والسلامة والعافية ولو بالقيود والأغلال.
فضلا عن ذلك، فإن المناهج التربوية والتعليمية والسلوك العام للخلفاء وأركان دولتهم كان منصبا بالدرجة الأولى على إنكار أي حق لأهل بيت النبوة بقيادة الأمة، وعلى تصغير مكانة أهل بيت النبوة، وتأويل النصوص الشرعية التي نجت من حصار الخلفاء تأويلا يخرجها عن معناها، وعلى محاصرة أهل بيت النبوة ومن والاهم، وإظهارهم بمظاهر الطامعين بالسلطة، والمنازعين لأمر أهله!!
وبمظهر المتربصين بوحدة الأمة، والمتأهبين لشق عصا الطاعة، والخروج على الجماعة!! لقد نجحت دولة الخلافة بإرساء هذه المفاهيم الظالمة في نفوس الأكثرية الغافلة من رعاياها!!.
فضلا عن ذلك، فإن عامة أبناء بطون قريش ال‍ 23، والبطن الأموي خاصة صاروا هم ومن والاهم أركانا لدولة الخلافة من بعد وفاة النبي وحتى عهد يزيد وما بعده، وهذه البطون هي نفسها التي حاربت محمدا وحاربت دينه طوال 21 عاما ولم تسلم إلا مكرهة ونتيجة معاناة الحرب التي استمرت 21 عاما كرهت محمدا وبني هاشم وأضمرت الحقد لهم، ولما انتصر الإسلام، وصار له ملك ودولة صار الدين طريق ملك، فادعت البطون حبها لمحمد، وقرابتها منه، وأعلنت اعترافها بالنبوة، وتفاخرها بهذه النبوة لغاية توطيد ملكها على العرب، وعلى العالم، وبالوقت نفسه الذي أبقت فيه بطون قريش كراهيتها وحقدها على آل محمد خاصة والهاشميين عامة، وأخذت هذه البطون حذرها التام من كل من يواليهم ويحبهم من المسلمين، وجردت الهاشميين ومن والاهم عمليا من كافة حقوقهم السياسية، وبالوقت نفسه الذي تزعم فيه البطون إسلامها وإيمانها، وتحكم الناس باسم الدين، إسلاما وإيمانا!!.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327