كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٠
ترتيبات المسير:
قال الحر: " أبا عبد الله إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت أن لا أفارقك، أو أقدم بك على ابن زياد، وأنا والله كاره،.... ولكن يا أبا عبد الله لست أقدر الرجوع إلى الكوفة في وقتي هذا، ولكن خذ عني هذا الطريق، وامض حيث شئت حتى أكتب إلى ابن زياد، إن هذا خالفني في الطريق فلم أقدر، وأنا أنشدك الله في نفسك، فقال الحسين: كأنك تخبرني أني مقتول، فقال الحر: أبا عبد الله نعم ما أشك في ذلك إلا أن ترجع من حيث جئت، فقال الحسين: لا أدري ما أقول، ولكني أقول كما قال أخو الأوس:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مذموما وخالف مجرما أقدم نفسي لا أريد بقاءها * لتلقى خميسا في الوغاء عرمرما فإن عشت لم ألم وإن مت لم أذم * كفى بك ذلا أن تعيش مرغما (1) وعلى أي حال وبعد عدة اجتماعات بين الإمام وبين قائد طليعة هذا الجيش، حدث نوع من الاتفاق غير المعلن، فقد تابع الإمام سيره بهذه الظروف، وقام الحر وأصحابه بمسايرة الإمام ومراقبته، وما زالوا كذلك قد استقر الإمام نهائيا في كربلاء أو أن الحر قال: خذ طريقا لا يدخلك الكوفة، ولا تردك إلى المدينة تكون بيني وبينك نفقا حتى أكتب للأمير.
وقائع ما حدث في ذي حم:
قلنا إن الإمام قد عرف أن الحر وأصحابه الذين يبلغون ألف فارس هم طليعة جيش بني أمية، وأن مهمتهم منحصرة في مراقبة الإمام ومسايرته، ومنعه من العودة إلى المدينة، ومنعه من دخول الكوفة، وليس هنالك ما يمنع تلك الطليعة من أن تقتاد الإمام إلى عبيد الله بن زياد إن استطاعت إلى ذلك سبيلا، فإن

(١) راجع الفتوح لابن أعثم ج ٥ ص ٨٧، ومقتل الحسين للخوارزمي في ج ١ ص ٢٣٢، وبحار الأنوار ج ٤٥ ص ٢٣٨.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327