كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤٥
روح الله وريحانه وجنته ورضوانه، ألا إنه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا، ثم أنشأ يقول:
فإن تكن الدنيا تعد نفيسة * فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الرزق أجمل وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به الحر يبخل (1) وقال لابنة مسلم: يا ابنتي أنا أبوك وبناتي أخواتك (2).
الثانية عشر: القاع ثم سار الإمام الحسين إلى القاع (3).
الثالثة عشر: العقبة ومن القاع سار الإمام إلى العقبة (4) وفي القاع لقيه شيخ من بني عكرمة يقال له: عمرو بن لوذان، فسأل الإمام: أين تريد؟ فقال الإمام: " الكوفة فقال له الشيخ: أنشدك الله لما انصرفت فوالله ما تقدم إلا على الأسنة، وحد السيوف، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال، ووطأوا لك الأشياء فقدمت عليهم، كان ذلك رأيا، فأما على هذه الحال التي تذكر فإني لا أرى لك أن تفعل.
فقال الإمام: " يا عبد الله ليس يخفي علي الرأي، ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره، ثم قال: " والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم " (5).

(١) بحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٧٤ وتاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام الحسين ص ١٦٣ ومثير الأحزان ص ٤٥، واللهوف ص ٣٢، والعوالم ج ١٧ ص ٢١٤، وأعيان الشيعة ج ١ ص ٦٠٥.
(٢) مثير الأحزان ص ٤٥.
(٣) القاع: منزل بطريق مكة يبعد عن زبالة ثمانية عشر ميلا.
(٤) العقبة منزل في طريق مكة.
(٥) الإرشاد ص ٢٢٣، والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٥٤٩ إلى قوله " على أمره " وبحار الأنوار ج ٤٤ ص ٣٧٥، والعوالم ج 17 ص 225، وأعيان الشيعة ص 598.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327