كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٤
مخاطبا معاوية: " فإنما أنت وثن وابن وثن دخلت في الإسلام كرها، وخرجت منه طوعا لم يقدم إيمانك، ولم يحدث نفاقك " (1). وكتب له الإمام السبط: " وأنت ابن حزب من الأحزاب، وابن أعدى قريش لرسول الله ولكتابه " (2). وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية: " وأنت اللعين ابن اللعين، ثم لم تزل أنت وأبوك تبغيان الغوائل لدين الله، وتجهدان على إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتحالفان فيه القبائل، على ذلك مات أبوك، وعلى ذلك خلفته، والشاهد على ذلك من يأوي إليك من بقية الأحزاب، ورؤوس النفاق والشقاق لرسول الله " (3).
ومع أن أبا سفيان وأولاده قد أسلموا مكرهين بعد أن اضطروا للاستسلام بعد حرب دامت بينهم وبين رسول الله وآله 23 عاما، إلا أن إسلامهم لم يغير حقيقة مشاعرهم نحو آل النبي على الأقل، فهم يحقدون على آل محمد وقد بينت هند أم معاوية طبيعة هذا الحقد عندما حاولت أكل كبد حمزة عم النبي، ولما آلت الأمور إلى عثمان دخل أبو سفيان عليه يوما بعد ما ذهب بصره، فقال: أهاهنا أحد؟ فقالوا: لا، فقال أبو سفيان: " اللهم إجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك غاصبيه، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية " (4). ورأى أبو سفيان الناس يوما يتهافتون على النبي، فقال في نفسه: " لو عاودت الجمع لهذا الرجل " فكشف الله لرسوله ما حاك أبو سفيان في صدره عندئذ ضرب الرسول في صدر أبي سفيان وقال له: " إذا يخزيك الله " (5).
وعلى الرغم من أن رسول الله قد بسط سلطانه على العرب إلا أن أبا سفيان لم ييأس من النيل من رسول الله، فقد كمن لرسول الله ومعه أحد عشر فردا بعد

(١) الغدير في الكتاب والسنة والأدب للعلامة الأميني ج ١٠ ص ١٩٤.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٢٢، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٤ ص ١٢، وجمهرة الرسائل ج ٢ ص ٤٩.
(3) راجع كتابنا المواجهة ص 63، تجد التوثيق والمراجع، لهذا النص وما سبقه.
(4) تاريخ ابن عساكر ج 6 ص 407.
(5) راجع الإصابة لابن حجر ج 2 ص 179 ترجمه " صخر بن حرب " رقم 4066.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327