كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٥
قطع رؤوس الشهداء بأن هوازن جاءت " بكذا رأس من رؤوس الشهداء " مع صاحبهم شمر بن ذي الجوشن (1) ومن المؤكد أن ابن ذي الجوشن هذا كان قائدا للقوات الراجلة تحت إمرة سعد، ومن المؤكد أيضا أن ابن ذي الجوشن هذا كان نائبا لعمر بن سعد بن أبي وقاص، فعندما كان عمر يفاوض الإمام الحسين كانت أوامر عبيد الله بن زياد أن قاتل أو سلم الإمارة لشمر بن ذي الجوشن (2) ويبدو واضحا للعيان أن شمر بن ذي الجوشن لا يكره محمدا وآل محمد فحسب، بل يحقد عليهم حقدا، وعملا بالمبدأ السائد " صارت النبوة طريقا للملك " فمن المؤكد أن شمر هذا قد قرأ التاريخ وفهم تفاصيل معركة حنين والمواجهة بين قبيلته هوازن وبين النبي الأعظم (3) فامتلأت نفسه بالكره والحقد على محمد وآله، ولأنه لا يستطيع أن يجهر بحقده على النبي، فقد جهر بكراهيته وحقده على آل النبي ولقد تجلى هذا الحقد بأبشع صوره في معركة الطف.
وما يعنينا هو أنه كان الرجل الثالث في تلك القيادة المجرمة.
أركان القيادة الأقزام:
وساعد الثلاثة في القيادة مجموعة من أركان القيادة الأقزام، الذين لم تكن لهم مكانة الثلاثة الأول إلا أنهم لعبوا دورا بارزا في قيادة الجند الذين اشتركوا بمذبحة كربلاء. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
الحصين بن نمير التميمي، وشبث بن ربعي، وكعب بن طلحة، وحجار ابن أبجر، ونصر بن حرشة، ومضاير بن رهينة (4) ومن الذين قادوا قبائلهم:
قيس بن الأشعث، وهلال بن الأعور، وغيهمة بن أبي زهير، والوليد بن عمرو (5)..

(١) راجع على سبيل المثال تاريخ الطبري ص ٤٦٧ - ٤٦٨ والأخبار الطوال للدينوري ص ٢٥٩.
(٢) راجع تاريخ ابن الأثير ج ٤ ص ٢٣، وتاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٣٦.
(٣) يمكن الاطلاع على تفاصيل هذه المواجهة في كتاب: المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٤٦، وراجع كتابنا المواجهة ص ٣٢٩.
(٤) راجع: ابن شهرآشوب ج ٢ ص ٢١٥.
(٥) راجع الأخبار الطوال للدينوري ص 259.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327