ضرورات البحث العلمي:
قبل قليل عرفنا القارئ الكريم بشخصية الإمام الحسين بن علي الذي قاد الفئة الأولى في كربلاء، وبشخصية أبيه علي، وجده عبد مناف بن عبد المطلب المكنى بأبي طالب، ونزولا عند ضرورات البحث العلمي سنعرف القارئ بشخصية يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سفيان بوصفه قائد الفئة الثانية في كربلاء.
فمن هو يزيد؟:
هو يزيد بن معاوية بن صخر المكنى بأبي سفيان، جدته لأبيه هند التي لاكت كبد حمزة عم النبي في معركة أحد، نشأ نشأة مترفة في بيت أبيه معاوية الذي تربع على ولاية الشام قرابة عشرين عاما وعاش حياة الملوك المترفين، وهيأ معاوية لابنه كل أسباب التعليم للمعارف المشهورة في عصره، لأن معاوية كان يعد العدة للإنقضاض على منصب الخلافة، ويهيئ الأسباب لتمويل الخلافة إلى ملك ينحصر في ذرية أبي سفيان أو البيت الأموي، وكان يرجو أن يكون ابنه يزيد هو الملك الثاني بعد أبيه!!! إلا أن الولد يزيد نشأ جانحا، ميالا للعبث واللهو، مستهترا، وخليعا، مدمنا على الصيد، وشرب الخمر، مولعا بالكلاب والقرود، ملحدا في قرارة نفسه، حاقدا على النبي محمد وعلى آله وأهل بيته خاصة وعلى الهاشميين عامة بعد أن عرف طبيعة الصراح الدامي الذي جرى بين رسول الله وآله والهاشميين من جهة وبين أبيه وجده وآل أبي سفيان والبيت الأموي من جهة أخرى، وبعد أن عرف أن عليا وحمزة والهاشميين قتلوا أعمامه وأجداده وأقاربه،!! ولكن يزيد كان من الذكاء بحيث إنه قد عرف بأن النبوة قد صارت طريقا للملك، وأن الدين قد صار وسيلة لاستقرار هذا الملك، فجاهر بعصيانه وعبثه واستهتاره وادعائه بأنه مسلم، وكتم إلحاده وكفره، ثم انكشفت حقيقته من زلات لسانه!!! لما شاهد الرؤوس تحمل إليه، قال:
نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فقد اقتضيت من الحسين ديوني