كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥
عودته من غزوة تبوك لينفروا ناقة الرسول فيسقط عنها بالعقبة ويموت، كما يروي علامة المعتزلة ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة (1). لقد وصلتنا مثل هذه الأنباء عن سيرة الرجلين على الرغم من أن الأمويين قد حكموا ألف شهر، سيطروا خلالها على وسائل الإعلام ومناهج التربية والتعليم، فلو لم تكن حقيقة الرجل من الشيوع والعموم لما وصلتنا مثل هذه الأنباء!! صحيح أن سلطان الدولة التاريخية على المناهج التربوية والتعليمية واضح وله بصمات، خذ على سبيل المثال: صحيح البخاري، فأهل السنة يعتبرونه بعد القرآن بالصحة!! ومع هذا يروى في صحيحه (2): " إن الرسول كان يقول إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة:
" اللهم العن فلانا، وفلانا وفلانا بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده " من المؤكد أن الرسول الكريم سمى الفلانات الثلاثة بأسمائها الملعونة ومن المؤكد أن البخاري يعرف أسماء الفلانات الثلاثة، لكنه استعاض عن كل اسم بكلمة فلان، فلو ذكر البخاري أسماء الفلانات الثلاثة، لما صار لصحيحه أية قيمة، ولهاجت الغوغاء وماجت، لجن جنون الجموع المسلمة التي أشرب ثقافة التاريخ والمناهج التربوية والتعليمية لدولة الخلافة التاريخية!!!.
إلى أي بطن ينتمي يزيد؟:
ينتمي يزيد وأبوه معاوية وجده صخر إلى البطن الأموي المشهور بحقده وحسده وكراهيته لبني هاشم عامة ولآل محمد وأهل بيت النبوة خاصة، ففي معركة بدر قتل أهل بيت النبوة أحد عشر رجلا من بني أمية دفعة واحدة، منهم:
حنظلة ابن أبي سفيان شقيق معاوية وعم يزيد، وعتبة بن ربيعة جد معاوية، والوليد بن عتبة خال معاوية، وشيبة بن عتبة شقيق جد معاوية، وعم أمه، والعاص بن سعيد، وعقبة بن معيط وهم القرابة القريبة لعثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس (3).

(1) ج 2 ص 102 - 103.
(2) ج 3 ص 24.
(3) راجع المغازي للواقدي ج 1 ص 147 - 148.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327