حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٨٢
قيل لهم: ان الله تبارك وتعالى الزم العباد أسماء من أسمائه على اختلاف المعاني، وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل على ذلك قول الناس الجائز عندهم الشائع، وهو الذي خاطب الله به الخلق فكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا، فقد يقال للرجل: كلب، وحمار وثور، وسكرة، وعلقمة، وأسد، كل ذلك علي خلافه وحالاته لم تقع الأسامي على معانيها التي كانت بنيت عليها لان الانسان ليس بأسد، ولا كلب، فافهم ذلك رحمك الله.
وانما سمي الله تعالى بالعلم (1) بغير علم حادث علم به الأشياء، استعان به على حفظ ما يستقبل من أمره والروية فيما يخلق من خلقه، ويفسد ما مضى مما افنى من خلقه، مما لو لم يحضره، ويغيبه كان جاهلا ضعيفا كما انا لو رأينا علماء الخلق انما سموا بالعلم لعلم حادث (2) إذ كانوا فيه جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء فعادوا إلى الجهل، وانما سمي الله عالما لأنه لا يجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العالم، واختلف المعنى على ما رأيت.
وسمي ربنا سميعا لا بخرق فيه يسمع الصوت، ولا يبصر به كما أن خرقنا الذي به نسمع لا نقوى به على البصر، ولكنه أخبر انه لا يخفى عليه شئ من الأصوات، ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسمع، واختلف المعنى وهكذا البصر لا بخرق منه أبصر، كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره، وهكذا البصر لا بخرق منه أبصر، كما انا نبصر بخرق منا لا ننتفع به في غيره، ولكن الله بصير لا يحتمل (3) شخصا، منظورا إليه، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء ولكن قائم (4) يخبر أنه حافظ كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان، والله هو القائم على كل نفس بما كسبت، والقائم أيضا كلام الناس: الباقي، والقائم أيضا يخبر عن الكفاية، كقولك للرجل قم بأمر بني فلان أي أكفهم، والقائم منا قائم على ساق، فقد جمعنا الاسم، ولم يجمعنا المعنى وأما اللطيف فليس على قلة وقصافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء، والامتناع من أن يدرك كقولك للرجل: لطف عني هذا الامر،

(1) في نسخة بالعالم وهو الأصح.
(2) في التوحيد " سموا بالعالم لعلم حادث إذ كانوا قبله جهلة.
(3) في التوحيد " لا يجهل شخصا ".
" (4) في التوحيد " ولكن أخبر أنه قائم يخبر أنه حافظ ".
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الجهل (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست