حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
يعصه بغلبة... " (1).
لقد عرض الإمام الرضا (عليه السلام)، وبقية أئمة أهل الهدى (عليهم السلام) إلى بطلان الجبر والتفويض، واثبتوا بصورة حاسمة لا تقبل الشك ان الامر بين الامرين، لا جبر ولا تفويض..
تفنيده لآراء القدرية:
وفند الإمام الرضا (عليه السلام) آراء القدرية، وأبطل شبههم في حديث له مع يونس بن عبد الرحمن قال (عليه السلام):
" يا يونس لا تقل: بقول القدرية، فان القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة، ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس فان أهل الجنة قالوا: (الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) وقال أهل النار: (ربنا غلبت علينا شقوتنا، وكنا قوما ضالين)، وقال إبليس: (رب بما أغويتني...) الآية.
وأنكر يونس ان يقول بمقالتهم قائلا:
" والله ما أقول بقولهم: ولكني أقول: لا يكون إلا بما شاء الله وأراد وقدر وقضى... ".
ورد (عليه السلام) قائلا:
" يا يونس ليس هكذا، لا يكون إلا ما شاء الله، وأراد، وقدر وقضى، يا يونس تعلم ما المشيئة؟... ".
قال يونس: لا.
وأوضح الامام له حقيقة المشيئة قائلا:
" هي الذكر الأول، تعلم ما الإرادة؟... ".
قال يونس: لا.
وبين الامام له واقع الإرادة قائلا:
" هي العزيمة على ما يشاء، تعلم ما القدر؟... ".
قال يونس: لا.
فقال (عليه السلام):

(١) أصول الكافي ١ / 160 - 161.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست