حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٩٣
كامل الحلم، مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله.
ان الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، في قوله تعالى:
(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون) (1) وقوله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) (2) وقوله عز وجل في طالوت: (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) (3) وقال عز وجل لنبيه: (وكان فضل الله عليك عظيما). وقال عز وجل في الأئمة من أهل بيته وعثرته وذريته: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا). (4).
ان العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح الله صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم الهاما، فلم يع بعده بجواب، ولا يحيد عنه الصواب، وهو معصوم مؤيد، موفق مسدد قد أمن الخطايا والزلل والعثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهد على خلقه (وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فهل يقدرون على مثل هذا؟ فيختاروه أو يكون مختارهم بهذه الصفة؟ فيقدموه؟ فعدوا وبيت الله الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون، وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم، وأتعسهم، فقال عز وجل: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين) (5) وقال عز وجل: (فتعسا لهم وأضل أعمالهم) (6) وقال عز وجل: (كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (7) (8).

(١) سورة البقرة / آية ٢٦٩.
(٢) سورة البقرة / آية ٢٤٧.
(٣) سورة النساء / آية ١١٣.
(٤) سورة النساء / آية ٥٤ و ٥٥.
(٥) سورة القصص / آية ٥٠.
(٦) سورة محمد / آية ٨.
(٧) سورة المؤمن / آية ٣٥.
(٨) عيون أخبار الرضا ١ / ٢١٦ - ٢٢٢، أصول الكافي ١ / 199.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست