حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
وضل فيه تصاريف الصفات احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم لا إله إلا الله الكبير المتعال... ".
وحكى هذا الحديث الشريف القدرة البالغة للخالق العظيم الذي فطر الأشياء، وأنشأها لا من شئ، ولا من مثال سبقها فسبحانه ما أعظمه لا تدركه الابصار ولا تحيط به الأوهام، ولا تحيط بكنه عظمته الألفاظ. 2 - وتشرف بمقابلة الإمام (عليه السلام) محمد بن عيسى بن عبيد فسأله الامام:
" ما تقول: إذا قيل لك اخبرني عن الله عز وجل شئ هو أم لا؟... ".
فأجابه محمد جواب العالم الخبير قائلا:
" قد أثبت الله عز وجل نفسه شيئا حيث يقول: (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) (2) فأقول: انه شئ لا كالأشياء إذ في نفي الشيئية عنه ابطاله ونفيه ".
واستحسن الامام جوابه فقال له:
" صدقت وأصبت ".
وأضاف الامام قائلا:
" للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي وتشبيه، واثبات بغير تشبيه فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، لان الله تبارك وتعالى لا يشبهه شئ، والسبيل هي الطريقة الثالثة اثبات بلا تشبيه... " (3).
قدرة الله:
سأل محمد بن عرفة الإمام (عليه السلام) السؤال التالي:
" خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟... ". (4).
فأجابه الامام:
" لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة لأنك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة فكأنك جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا

(١) التوحيد (ص ٩٨) أصول الكافي ١ / 105.
(2) سورة الأنعام / آية 19.
(3) التوحيد (ص 107).
(4) التوحيد (ص 130).
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست