حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٧٧
مؤلفاته ونقل المؤرخون والرواة أن الإمام الرضا (عليه السلام) الف مجموعة من الكتب كان بعضها بطلب من المأمون، وقد خاض في بعضها في بيان أحكام الشريعة ، ومهمات مسائل الفقه، كما دون في بعضها ما أثر عن جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من الأحاديث، وقد سمي هذا بمسند الإمام الرضا (ع) ومن بين مؤلفاته الرسالة الذهبية في الطب ذكر فيها الإمام (عليه السلام) ما يصلح بدن الانسان ومزاجه، وما يفسده، وهي من أمهات الكتب الموجزة في هذا الفن... ونعرض فيما يلي لبعض مؤلفاته:
1 - رسالته في جوامع الشريعة:
وأوعز المأمون إلى وزيره الفضل بن سهل أن يتشرف بمقابلة الإمام الرضا (عليه السلام)، ويقول له: إني أحب أن تجمع لي من الحلال والحرام والفرائض والسنن، فإنك حجة الله على خلقه، ومعدن العلم، وأجاب الامام طلب المأمون، وأمر بدواة وقرطاس فأحضرتا له، وأمر الفضل أن يكتب فأملى عليه بعد البسملة هذه الرسالة الجامعة لغرر أحكام الشريعة، وفيما يلي نصها:
" حسبنا شهادة أن لا إله إلا الله، أحدا، صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، قيوما، سميعا، بصيرا، قويا، قائما، باقيا، نورا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج، عدلا لا يجور خلق كل شئ، ليس كمثله شئ، لا شبه له، ولا ضد، ولا ند، ولا كفو.. ان محمدا عبده ورسوله، وأمينه وصفوته من خلقه، سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل العالمين، لا نبي بعده، ولا تبديل لمثله، ولا تغيير، وأن جميع ما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) انه هو الحق المبين، نصدق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه،
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست