حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٧١
في ظلال أبيه عاش الإمام الرضا (عليه السلام) تسعا وعشرين سنة وأشهرا في كنف أبيه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وقد شاهد ضروبا قاسية من المحن والخطوب التي حلت بأبيه الذي كان مثار قلق وخوف للحكم العباسي لأنه كان محط أنظار المسلمين، وموضع آمالهم في إنقاذهم من الطغمة العباسية الحاكمة التي تمادت في ظلم الناس وارغامهم على ما يكرهون.
وبالإضافة إلى ذلك فقد دان شطر كبير من المسلمين بامامة الإمام الكاظم، وانه الخليفة الشرعي للرسول (صلى الله عليه وآله) وأحق بمركزه ومقامه من هارون وغيره من ملوك بني العباس الذين عاصرهم الإمام (عليه السلام)، وقد اقض ذلك مضاجع العباسيين وورمت أنوفهم، فاتخذوا جميع الوسائل لاضطهاد الامام والتنكيل به.
وعلى أي حال فانا نعرض - بصورة مجملة - إلى شخصية الإمام (عليه السلام)، وما يتصل بذلك من بعض الشؤون التي ترتبط بحياة الإمام الرضا (عليه السلام).
اما معالم شخصية الإمام الكاظم (عليه السلام) فهي ملء فم الدنيا شرفا وفضلا، فقد توفرت في شخصيته الكريمة جميع عناصر الفضيلة ومقومات الحكمة والآداب، والتي منها:
أ - مواهبه العلمية:
والشئ الذي لا شك فيه أن الإمام موسى (عليه السلام) كان أعلم أهل عصره، وأدراهم بجميع العلوم، أما علم الفقه والحديث فكان من أساطينه، وقد احتف به العلماء والرواة وهم يسجلون ما يفتي به، وما يقوله من روائع الحكم
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست