حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١٤
" (تشرين الأول): واحد وثلاثون يوما، فيه تهب الرياح المختلفة، ويتنفس فيه ريح الصبا، ويجتنب فيه الفصد، وشرب الدواء، ويحمد فيه الجماع، وينفع فيه أكل اللحم بالتوابل، ويقلل فيه شرب الماء، وتحمد فيه الرياضة... ".
أما تشرين الأول فهو من فصول السنة الممتازة التي انطوت فيه مرارة الحر، وهبت فيه ريح الصبا، وقد حذر الإمام (عليه السلام) من الفصد، فإنه يعود بالضرر على الجسم، وأمر بتقليل شرب الماء كما أمر بالرياضة لأنها تنفع في حيوية الجسم، وبث النشاط فيه.
قال (عليه السلام):
" (تشرين الثاني): ثلاثون يوما فيه يقع المطر الوسمي، ونهي فيه عن شرب الماء بالليل، ويقلل من دخول الحمام والجماع، ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار، ويجتنب أكل البقول كالكرفس والنعنع والجرجير... ".
أما تشرين الثاني فهو من أطيب فصول السنة، فان الناس يستقبلون فيه الشتاء، ويقع فيه المطر الوسمي الذي هو من مصادر الخير والرحمة للناس، فمنه تخضر الأرض، وتأتي ثمراتها، وينبغي لكل انسان أن يشرب جريعة من الماء الحار في صباحه المبكر ليسلم من غائلة البرد، وقد حذر الامام من أكل الكرفس وبعض الخضروات الأخرى لما فيها من الاضرار البالغة على الانسان.
قال (عليه السلام):
" (كانون الأول): واحد وثلاثون يوما تقوى فيه العواصف ويشتد فيه البرد، وينفع فيه كل ما ذكر في (تشرين الثاني) ويحذر فيه من أكل الطعام البارد، ويتقى فيه الحجامة والفصد ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل ".
أما شهر كانون الأول فهو أول شهور الشتاء، ويواجه الناس فيه البرد القارص، وتقوى فيه العواصف، وقد حذر الإمام (عليه السلام) من تناول الأطعمة الباردة، وذلك لأنها تؤثر على الصحة، ويصاب الانسان من جرائها ببعض الأمراض، كما دعا إلى تناول الأغذية الحارة وذلك لما فيها من الفوائد الصحية.
قال (عليه السلام):
" (كانون الثاني): واحد وثلاثون يوما يقوى فيه غلبة البلغم ينبغي أن يتجرع فيه الماء الحار بالريق، ويحمد فيه الجماع، وينفع الأحساء فيه مثل البقول الحارة كالكرفس، والجرجير، والكراث، وينفع فيه دخول الحمام، والتمريخ بدهن الخيري
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»
الفهرست