حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
وما ناسبه ويحذر فيه الحلو، وأكل السمك الطري واللبن... ".
أما كانون الثاني فيواجه الناس فيه قسوة البرد وشدته، وقد ندب الامام إلى شرب الماء الحار في الصباح الباكر ليتقي فيه الانسان من مخلفات البرد، كما دعا إلى استعمال البقول الحارة، وذلك لتدفئة الجسم ووقايته من البرد، كما ندب إلى دخول الحمام لان به تنشط الدورة الدموية، وحذر من أكل السمك الطري، واللبن، والحلويات فإنه تضر بالبدن.
قال (عليه السلام):
" (شباط): ثمانية وعشرون يوما تختلف فيه الرياح، وتكثر الأمطار ويظهر العشب، ويجري فيه الماء في الغور، وينفع فيه أكل الثوم، ولحم الطير والصيود والفاكهة، ويقلل من أكل الحلاوات ويحمد فيه كثرة الحركة والرياضة... ".
وبدخول شباط تنتهي قسوة البرد وشدته، وتكثر فيه الأمطار ويظهر العشب، ويجرى الماء، وندب الامام إلى اكل الثوم الذي هو من أعظم البقول عائدة على جسم الانسان فهو يقي الانسان من كثير من الأمراض كارتفاع الضغط الدموي، والسكر وغيرهما.. وبهذا ينتهي حديث الامام عن فصول السنة، وما ينبغي أن يستعمله الانسان من الأغذية، وما يجتنبه منها في فصولها.
قال (عليه السلام):
" اعلم يا أمير المؤمنين إن قوة النفس تابعة لأمزجة الأبدان، وان الأمزجة تابعة للهواء، وتتغير بحسب الهواء في الأمكنة... ".
من المؤكد ان قوة الفكر وسلامته تابعة لصحة الجسم، فإذا كان مصابا ومبتلى بالأمراض فتضعف القوى العقلية وفي المثل " العقل السليم في الجسم السليم " كما أن من المؤكد ان طيب الهواء وعذوبته وعدم تلوثه من العناصر الأساسية في الصحة العامة.
قال (عليه السلام) في صفة الشراب الحلال، وكيفية تركيبه:
" صفة الشراب الذي يحل شربه، واستعماله بعد الطعام، وقد تقدم ذكر نفعه في ابتدائنا بالقول على فصول السنة، وما يعتمد فيها من حفظ الصحة، وصفته هو أن يؤخذ من الزبيب المنقى عشرة أرطال (1) فيغسل وينقع في ماء صاف في غمرة،

(1) الرطل: وزنه قرابة 340 غراما.
(٢١٥)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الأكل (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست